استمتع بأفضل روايات الرعب والرومانسية والتاريخ في موقع واحد.

2024/10/02

شيفرة الجمال

                            الفصل التاسع: شيفرة الجمال



لبى يوسف دعوة حفل دعاه إليه لويس في أحد الحانات بباريس،  ساقه الشغف إلى الحضور مستهيناً بتحذيرات عفاف، التي لم تجد بدورها مفراً - أمام إلحاحه - من مصاحبته، أدت الفرقة عرضها المعتاد بآلات  الجاز من الساكسفون، والتشيللو، مروراً بالبيانو، والترومبون، وحتى آلات القرع،.. وانتهت المقطوعة الشهيرة  Take Fiveبتصفيق الحضور، وهناك قال لويس :

- "معذرة، لا تصفقوا لي صفقوا لصاحبها Dave Brubeck الذي فك شِيفرة الجمال..".

وعلت تصفيقات تالية بعد الأولى، وكان قد غص المكان بحضوره، واطفئ مصباح السقف المكون من قطع من الزجاج الفسيفساء، فأظلمت الحانة بغتة، وانتهت - إثر ذاك - شكول كان يصنعها على الحائط أشبه بالهالات العائمة، تركز الضوء على لويس واختفى الجميع، وهناك قال الرجل في نبرة حزن تمثيلية :

- "ومثلما نتعرض في اجتماعنا هذا لرجال عظام أثروا حياتنا بالمباهج، فثمة آخرون لا يؤتمنون أبداً..".

كان الحضور ثملاً بالشراب ولكن عبارة الرجل أيقظت فيهم الوعي للحظة، وانتقل الضوء إلى موضع آخر فكشف عن فتاة تجلس على كرسي إيطالي من نحاس أصفر، ووضعت وجهها بين كفيها كأنما أجهشت ببكاء لا تقدر معه على الحديث فقال لويس من موقعه المظلم :

- "فلتتحدثي عن وحش يجلس معنا، ها هنا، فيخفي عواره في كثرتنا، ولا تخشِ شيئاً..".

كان الضوء قد عاد للويس عودة قصيرة ثم ما لبث أن تركز على الفتاة فبدت أوضح من أي وقت خلا، وهناك همس يوسف سراً : "إنها آنجيلا.."، وقالت الفتاة تغالب دمعة :

- "كان صديقي فظاً غليظاً معي، أحببته بصدق على غرابته وفارق العمر بيننا، كان شعره رمادياً آية على ما بلغه من الكبر، لقد أصابني بقروح عند رقبتي، استباح الأذى ينزل بي، لا تركز الضوء على عنقي، لا.. إذ أنني أروم أن أخفي ما تعرضت من ضرر في ظلمة أرتاح معها، فالعتمة أنيس من أعيته السبل إذ هي تخفيه عن وجود ملآن بالعيون..".

ولكن الضوء عاد يتركز لدى هذا العنق كأنما يزري بحديثها الإنشائي، وأردفت تقول :

- "وأما هوية هذا المجرم فقد حرصت على إخفائها طويلاً، مخافة أن أقابل بالرفض المجتمعي، وأما اليوم فقد حان الوقت لكي أفصح عنها دون مواربة، فالحب لا يكون صك غفران لكل إثم يرتكب، ولا بد من وقفة حين تكون الكرامة مهددة، إن اسمه يوسف..". 

وتركز الضوء على يوسف الذي ذهل ذهولاً عظيماً، وجفل من الاتهام الجائر، ونهض وزوجه عن الاجتماع فيما كانت العيون ترمقه بنظرات شزر، لم يشأ يوسف العودة إلى الديار، مكث أمام الحانة فيما كانت عفاف تحثه على الانصراف، وإنه كذلك حتى ظهرت آنجيلا خارجة، فجعل يصيح فيها :

- "لماذا تكذبين؟ كم دفع لكِ الأسمر كي تحيكي هذا الإفك؟ لماذا تشنعين بي؟".

واعترضه اثنان من حراس لويس الشخصيين، وما لبث أن ظهر العازف الأمريكي فبثقت عليه عفاف تقول :

- "ما أسخف ما قمت به الليلة !".

ولكن الرجل مضى دون أن يكترث لاحتقارها لها وإرزائها به، وطفق يتهافت عليه المعجبون - كديدنهم الذي لا يتغير ولا يتوخى التبصر أو الروية - غير واعين بحقيقته، هناك نظرت عفاف إلى معنى الشهرة نظرة أخرى، وبدت ساهمة تفكر في قيمة المعنى، والانحياز الصحيح، الموقف الأخلاقي، سلامة القرار، وأشياء جمة تفوق الرقم المجرد، وما قيمة الرقم - ولو كان هائلاً عظيماً - بغير سياق من المعنى يدعمه؟ أين لويس من كل أولئك؟ ليس من حوله إلا ضالون متوهمون ولو كثروا كأنهم غثاء سيل، إن مثله مثل أعمى يقود عمياناً، وإن كان أعمى يقود أعمى يسقطان كلاهما في حفرة.. لقد انداح في نفسها نور عظيم، وتوارى أمام عينيها حجاب غليظ، وانبلجت عتمة الأشياء في رؤيتها انبلاج الصبيحة المنزهة، كأنما جاءها من الغيب قبس يرشدها.. وانسحب شعورها على ذاتها - أول انسحابه - فاقشعرت قشعريرة الخلاص من لعنة حقيقية.

 

عاد يوسف إلى بيته فكان لا يزال مشدوه الخاطر، ومضى يدبر أموره الحياتية في غير اهتمام أشبه إلى وضع الطيار الآلي، يحس نفسه على وشك الانهيار كالقارب يسير إلى شلال مساقاً برياح قوية، كانت عفاف تخلع عقدها العاج حين اقترب منها يوسف يقول :

- لابد أن أقابل ناتالي، إنها والدة آنجيلا، فضلاً عن أنها تعرفني حق المعرفة منذ كنا في الإسكندرية، وستعيد الأمور إلى نصابها.. إلهي، الحياة متاهة من العجائب لا تنتهي، كان يخيل إليَّ أنني اطلعت على كل شيء فيها، واليوم تكشف لي كم كنت جاهلاً، الفضل للأشرار أصدقاء الإله ست، لا أعرف إذا كان للإله ست وجود، الأرجح بل الثابت أنه وهم قديم، ولكنني موقن بوجود الأشرار،.. هل تصدقين اتهامها (يقصد اتهام آنجيلا)؟!".

وألبسته عفاف عقد العاج حول عنقه فبدا لائقاً، تقول :

- "كلا.. أبداً.. تماماً مثلما لا تصدق أنت في وجود آلهة الإغريق على كثرة ما تقحمهم في حديثك..".

 

في جبل نعسة..

قعد فؤاد مكتفاً على كرسيه بعد أن أعاده عبد الشحات عنوة إلى الجبل، كان يأتي عبد الشحات من الحمّال من يتوسطون في الصفح عن فؤاد، فيقول لهم :

- القوة لا تعرف الزهد، وإذا امرؤ لا يعرف حدوده فالأولى أن يُحجر عليه.

لم يكن بين الحمال من متحمس لما يجري مع فؤاد، لقد ارتأوا في صورته أنفسهم المقهورة، كانوا يتهامسون في أوقات الاستراحة القليلة القصيرة، يبحثون في خروج أو حل لمأزق الفتى الصغير فيقولون:"إلام الصمت؟ هل في فمنا ماء؟"، واتفقوا على صياغة التماس وهم يشربون من القلل السمنودية، البنية، الموضوعة، في ظمأ من فقد الماء بعد أن بذل الجهد، وكان إلى جوارها صابون قرضت الفئران أحرفه وحواشيه، وسرعان ما اصطفوا من ينقل التماسهم فتقدم يقول لعبد الشحات :

- بحق هذا الجبل ! وبحق الغفران الذي ينبت في القلوب جميعها ! لقد قلب الدهر على هذا الفتى ظهر المجن حين نقمت عليه تمرده عليك، وأنكرت عليه تجاوزه على المستقيم من القواعد هنا، وآن وقت أن تفرج عنه..

 

  اضغط على رابط الصفحة الرئيسة لمزيد من الموضوعات : روايات

 

كان فؤاد يحتفظ في جيبه بسكين صغير وقد استغل انشغال عبد الشحات في حواره مع هذا الأخير، فطفق يبرد الحبل الغليظ بنصل السكين، في حين قال عبد الشحات :

- العصاة في عرفي كهذه الفئران يهيمون في ضلالات الظلام..

وروعتهم العبارة وما فيها من جفاء وغلظة فتقدم إلى الرجل من خلع قناع اللين يقول فلا يقف إلا متقدماً عن الأول بخطوة :

- وبماذا فَضُلت عن جاسر؟ هل يعوزنا مجرم آخر؟ لماذا لا تتعظ من نهايته؟

وقال ثالث له :

- من أعاجيب زمننا كيف يولد الجبروت في نفس من ذاق قهره.

وقال عبد الشحات في غضب :

- عودوا إلى العمل،.. ماذا يصنع اللغو إلا شبورة زائلة؟

وأجابه واحدهم بصوت يداني المجد كما يناغي الجبل السماء :

- العمل لدى طاغوت جحيم من الإذلال لا نرتضيه.

- منذ متى يتحدث الرعاع عن الرضا والقبول؟

وألهمت الأقدار فؤاداً، فأسعفته براعته أن يفك الأحبال التي تقيده، وأمسك بقلة ماء فضرب بها ظهر الواقف (عبد الشحات) فانهار من فوره، ثم عدا هرباً، ومضى حتى تلاشى الحمّال في رؤيته أو كادوا، كان عبد الشحات قد جعل ينهض من كبوته، آلى فؤاد على نفسه ألا يعود للمكان الموحش قط، وألبسه الخوف ثوب الاحتراس، لقد وعى من سبيل التجربة جدوى محاذير كان يفرضها عليه الأب، ثم وعى المبرر وراء جفاء الأم، بلغ الفتى داره - مجللاً بإحساسات رهبة - فاحتضن هدى وود ألا تفتح الأم يدها قط فتسلمه من جديد إلى عالم الذعر الذي شهده، إنها فيض تحنانه الغزير، وسألها :

- هل تحبينني إذ خيبت رجاءك، غير مرة؟

 

وقالت :

- أجل.

- ولمَ؟ 

- بعض الأشياء خير لها ألا تفسر، أجل، إنها سليقة لا تُفسر، (كان قلبه ينتفض ارتفاعاً وهبوطاً حتى خالت أنه سينفجر في لحظة فقالت..) لماذا أنت على هذا الاضطراب؟ 

وأجابها بغير الحقيقة :"كنت ألعب مع صبية الحي.."، ثم عطف على ما قال عبارة استرعت انتباه الأم :

- ثمة من المقابح في هذه الحياة ما لا يُحتمل، وأشدها شوهاً ما يصنعها الإنسان في الإنسان.

وما لبث أن انتاب فؤاداً شيء من الطمأنينة، غمره الحنان الأموي واكتفى منه، ولاذ به كما يلوذ الجمل إلى سنامه يغتذي منه كلما طال عليه السَغِبَ، ومسه الضر، وأقفرت من حوله الديار، سينهمك في اللعب وسينسى المشهد المخيف في جبل نعسة، هذا الذي بدا في مخيلته كأنه واحدة من لوحات "جويا" السوداء،.. وعزم على أن يستأجر دراجة من عم حسني العجلاتي، هذا الذي أمسى وجوده في حيّهم جزءاً من حقيقة الشارع الثقافية والاجتماعية كعم حسن المكوجي، وخليل بائع الفول، وسواهما.. وقال له:

- أريد أن أستأجر دراجة، ولمدة ربع ساعة !

وقال حسني :

- فلتترك ربع جنيه لقاء ما تريد، والشِبْشِب (حذاء خفيف) أيضاً،.. أي ماركة تريد ؟!

- الفيلبس (Phillips) !

وخلع فؤاد شبشبه كالمرء يتخلى عن بطاقته الشخصية كضمان في موقف، وتلقف الدراجة - التي أخرجها لها حسني من بين أخريات - كأنها محبوبته ففاض في نفسه شغف عصي على الاكتفاء، وطاف أحياء المدينة - ما خلا جبل نعسة ونواحيها - فزاد على المدة المحددة مدداً، وعاد إلى حسني العجلاتي حين اختفى معظم النور عن الأفق، فأعاد إليه وسيلته يقول :

- معذرة على التأخير..

وكان ينتظر جواب حسني المعتاد الذي ينسب إليه التقصير عن الوفاء بالالتزام، فيعود الفتى يستسمحه، ينسى عم حسني وقائع ما جرى إذ أن ذاكرته الضعيفة تجعله هائماً في ملكوت خاص، وعلى نحو يتيح لفؤاد أن يعيد الكرة حين تمضي بضع أيام أخر، يسرف حسني في تزيين العجلات - كأنها السيارات الفاخرة - لمحبته الغامرة متابعة سباقات الفورميلا وان (يتابعها منذ بدأت قبل عقدين)، ولا يتبدد حلمه بالمشاركة فيها رغم شيخوخته حين يصادف خبراً أو يرى في تلفازه الصغير المنزوي إحدى سباقاتها رأي عين، خذله طموحه فاكتفى بتأجير عجلات ونوبات أمل خيالية عارضة.. كان فؤاد ينتظر هذا كله، ويفكر في هذا كله، لولا أن الفتى رأى ضيوفاً استقبلهم الحانوت الصغير، فدهش وجفل، وسرعان ما تعرف على هوية بعض الموجودين فيه فزاده الخوف ارتباكاً، وقال حسني له بينما يصنفر هذه الدراجة :

- ها قد عدت، أيها الشقي ! هل تعرف أولاء الأفندية؟ قالوا بأنك قمت بعمل جيد ولا أصدق بهذا، إذ أن من لا يوفي بوعده يصعب أن يأتي بالخير.

وقال فؤاد كأنما يهمس في حين يجول بناظريه الوجوه التي يعرفها وقد أصابت فلاحاً لسبب لم يحدده :

- حمُّال جبل نعسة؟! ماذا جاء بكم هنا؟!

وتطوع منهم واحد بالشرح، وكان يلبس معطف عبد الشحات الفرو فاختلط على فؤاد الأمر :

- لقد أقدمت على عمل باسل حين تجسرت على أن تضرب ظهر عبد الشحات بالقلة السمنودية، أجل.. إنه معروف نحفظه لكَ ! لقد نبذنا عبد الشحات بعد ذاك، أصابه الوهن وبدا مترنحاً، تكاتفنا عليه فانهلنا عليه ضرباً فأكل ما يأكل الطبل في يوم العيد، وطردناه من طول ما تجرعنا مرارة قسوته، فر الرجل مثلما فررتُ أنت أيضاً، وترك معطفه الفرو كآخِر ما بقى من ذكراه التعسة، عاد إلى الجبل طهره المفقود، ولكن لم يعد إليه نظامه.. اختلفنا في تحديد هوية من يُسيّر العمل بعده، حتى اهتدينا إلى الإتيان بأصغرنا لئلا يكون وجوده ذريعة لفتنة مستقبلية، أنت أيضاً تعرف شيئاً عن كيفية إدارة الأمور هناك،.. رأينا كيف استحال عبد الشحات إلى جاسر جديد حين أمسك بأعنة القرار، ولا نحسبك تنقلب على مثاله إذا ما طاوعتك رغبتك، بل لا نحسب أن لديك مقدرة انقلاب ولو طاوعتك رغبتك (ووضع الرجل يده على كتف فؤاد الصغيرة فيما كانت عينا الفتى تبرقان في شيء من براءة يقول له..) ستكون خليفة عبد الشحات في جبل نعسة ! 


 اقرأ أيضاً : 

الفصل الأول : على جندول البندقية  
 

الفصل الثاني : حب تحفه القناديل العائمة 

 

الفصل الثالث :  عباءة أثينا سقطت على أكتاف الإسكندرية  

 

الفصل الرابع: نافورة بختشي سراي !

 

الفصل الخامس : ورأيت رقصك كالجنون

 

الفصل السادس: حزمة من الذكريات 

 

الفصل السابع: لعنة المدينة 

 

الفصل الثامن: زناد الحب 

  

الفصل العاشر: مبادرة روجرز 

 

الفصل الحادي عشر: رحلة في فلورنسا 

 

الفصل الثاني عشر : أيام فاترة في البحر الأحمر 

 

الفصل الثالث عشر : ذكرى الثأر 

 

الفصل الرابع عشر : النهضة المصرية 

 

الفصل الخامس عشر : قلب كارمن 

 

الفصل السادس عشر : حديث الغريب 

 

الفصل السابع عشر : لذة الحياة المنعمة 

 

الفصل الثامن عشر : روح التمرد 

 

الفصل التاسع عشر : زواج سري 

 

الفصل العشرون : وصية الفراق 

 

الفصل الواحد والعشرون : على مقهى الشابندر 

 

الفصل الثاني والعشرون : صاعقة الحب 

 

الفصل الثالث والعشرون : زيارة إلى كفافيس 

 

الفصل الرابع والعشرون : مشتت بين البلدان 

 

الفصل الخامس والعشرون : الوفاء لمن رحل 

 

الفصل السادس والعشرون : قلبي يحدثني بأمر 

 

الفصل السابع والعشرون : يوم أغلقت الفتاة منافذ القبول 

 

الفصل الثامن والعشرون : يوم صدق الوعد 

 

الفصل التاسع والعشرون : لحن حزين 

 

الفصل الثلاثون: شبح الموت 

 

الفصل الواحد والثلاثون: الأحلام الكاذبة 

 

الفصل الثاني والثلاثون: ترجمان الأشواق : لقد صار قلبي قابلاً كل صورة

 

الفصل الثالث والثلاثون: موعد في أقدم مطاعم باريس  La Petite Chaiset 

 

الفصل الرابع والثلاثون: محاولة لسبر أغوار الإيمان في مسجد العمري! 

 

الفصل الخامس والثلاثون: الحياة التي تستمر  

 

الفصل السادس والثلاثون: السفر إلى الحياة الجديدة 

 

الفصل السابع والثلاثون: نشوة على سور الكورنيش 

 

الفصل الثامن والثلاثون: الحب ولوعة الندم 

 

الفصل التاسع والثلاثون: غضب في المكس 

 

الفصل الأربعون: لابد للحياة من مخاطرين 

 

الفصل الواحد والأربعون:  كوخ رائع في قلب البحر 

 

الفصل الثاني والأربعون: علموني عينيكي 

 

الفصل الثالث والأربعون: الثالاسوفوبيا

 

الفصل الرابع والأربعون: مشاق الاغتراب في الكويت  
 
الفصل الخامس والأربعون: سعداء لكونهم من هم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق