روايات، استمتع بأفضل روايات الرومانسية وروايات الرعب وروايات التاريخ في موقع واحد.

روايات، استمتع بقراءة والاستماع لروايات الرومانسية والرعب والتاريخ والخيال العلمي والبوليسية،

عشرات القصص المثيرة والحكايات في انتظارك.

2024/12/13

غصن زيتون ومسدس

الفصل الأول: غصن زيتون ومسدس


                        

     استمع إلى الفصل:

 


حدجني بنظرة وقال لي:

- أنا ضد التعاطف بوضوح، لا يوجد شيء أسوأ من إدارة الأمور بالعاطفة !

قلت :

- ما الفارق بينك وبين الجماد إذاً؟

- الجماد لا يفكر، أنا أفكر..

- حتى الجماد سيتعاطف مع الفلسطينيين.

- لماذا لا يقبل الفلسطينيون بالتفاوض وبالسياسة؟

- إسرائيل لم تفِ بوعد واحد، التفاوض ينشأ من توازن القوى، عندما يكون ثمة طرف أقوى بكثير من الآخر لا يوجد إلا إملاء الشروط.

- حماس استفزت الوحش النائم بعصا من خشب، ماذا تنتظر؟

- هل تركك هذا الوحش في كهفك آمناً؟ هل سمعت عن المستوطنات؟ 

- لا نصر تحققه حماس، تحت آلاف الجثث والبيوت المحطمة والأطفال القتلى لا نصر يتحقق حقاً،.. العرب يكذبون على أنفسهم.

- وإسرائيل تكذب على العالم !                        

- لماذا لا تحدث العالم؟

-  لا أملك منصة مسموعة،  وأخشى إن تحدثت أن أتهم بمعاداة السامية.

- ماذا تتوقع إذا انتصرت حماس حقاً؟ الجزء الثاني من داعش؟ الفرق الإسلامية قائمة على الخلاف الذي لا ينتهي أبداً.


- ما الفارق بين هجمات حماس على إسرائيل وبين هجمات ميلشيات الإرجون والهاجاناه على الفلسطينيين إبان الانتداب البريطاني؟

- قضية فلسطين هي أكبر باب مزايدة عرفه العرب، أحدوثة يلوكها اليساريون الفاشلون والإسلاميون الحانقون، والزعماء الحمقى من طراز القذافي وصدام حسين وعبد الناصر،.. حسب إسرائيل أنها دولة ديمقراطية وعلمانية.

- كأنك تتحدث عن دولة شرعية، هل استمعت لاستدلال نتنياهو بنبوءة سفر إشعيا؟

- العرب مغروسون في الخرافة قبل إسرائيل.

- الدين ليس خرافة.

- الإبراهيميات لم تقدم للعالم شيئاً سوى الأساطير والدمار.

- ألا ينسحب هذا على إسرائيل؟

- ولكنهم أفضل، وراء هذا الحقد المشبوب غيرة محمومة، لماذا ضاعت فلسطين بالأساس؟ دعني أجيبك : دخلت العصور الحديثة على العرب وهم عالقون في العصور الوسطى.

- الضعف لا يبرر الاعتداء، أحرق الألمان اليهود، وأحرق اليهود العرب.. كان يجب أن يتعلموا مما جرى لهتلر أن على الباغي تدور الدوائر.

- تحدث بهذا في عالم مثالي..

- أين الموقف الأخلاقي؟

- ما أهمية الموقف الأخلاقي؟

- هذا ما يجعلنا بشراً.


- هذه نقاط تفتيش يضعها من لا يملكون القوة، وهي بلا أي تأثير.

- إذا لم يتجه العالم نحو الأخلاق فمصيره إلى زوال.

- العالم يتقدم بالمعرفة وليس بالأخلاق.

- المعرفة تقر بوجوب الأخلاق.

- المعرفة صنعها الأوروبيون، وشارك فيها اليهود، أين العرب؟

- لعلهم كانوا على طريق التقدم قبل أن يظهر النفط في بلاد الرمال.

- مشكلتكم في النفط إذاً، إذا كانت إسرائيل تعادي الحقيقة، فأصحابه يعادون المعرفة.

- هذا لن يجعلها (إسرائيل) كياناً جيداً.

- لست مشغولاً بإقناعك بهذا على أي حال.

- لماذا نتحاور إذاً؟

- متى تتوقف عن مقاطعاة المنتجات؟

- حين يتوقف القتل في غزة والضفة.

- ستطول مقاطعتك إذاً.

- لماذا تصر على استفزازي؟

- حدثني عن تأثيرك وأنت على هامش الاقتصاد العالمي.

- لا بأس، الله يرصد وقد دعوناه..

- لماذا تأخرت الاستجابة كل هذا الوقت؟

- تأخر النصر لأننا لا نملك الوسيلة.

-  الوسيلة الوحيدة التي يملكها العرب هي التفكير في السلام.

- لم تقدم إسرائيل لنا إنشاً دون قتال.

- انهزم العرب في كل حروبهم ضد إسرائيل.

- ماذا عن أكتوبر؟

- كانت حرباً متكافئة، الأيام العشرة الأولى لكم والأيام العشرة الأخيرة لهم.

- أصبحت كذلك بعد تدخل أمريكا.

- لماذا لا تصادقون أمريكا أيضاً؟

- لقد فعلنا، ولكن ليس لنا حظوة مثل الآخرين.

- سيكون لكم حظوة حين يكون لكم إنتاج.

- ألا تتعاطف مع الأطفال القتلى؟ غزة ليست إلا ديستوبيا خانقة، وفي مخيلة أعدائنا أن النصر يتلخص في "غزة بلا سكان".


- لماذا تصمت حين يقتل العرب بعضهم، وتغض الطرف حين "يخربون بيوتهم بأيديهم"؟.. ماذا عن الحرب الأهلية السورية التي دارت رحاها منذ قريب؟ لماذا لا تصرخون لما يحدث في العراق الآن؟ العراقيون أنفسهم يتباكون على غزة ويتناسون حقيقة أن بلادهم أسيرة لإرادة نظام قروسطي هو إيران،.. في السودان الآن يقتل العرب بعضهم بعضاً، إذا كان الجاني سنياً أو شيعياً فلن تجد صرخة اعتراض واحدة،.. لماذا يفشل العرب في إدارة ملفاتهم دائماً؟

- من الذي دمر العراق بادئ الأمر؟ أليس الغزو الأمريكي الأحمق؟

- بل دمره صدام حسين الذي يرفع العرب صوره اليوم، الطغاة شرط الغزاة، العراق دُمر بعد انقلاب تموز 58، مثلما دُمرت مصر بعد 52. التعصب الديني والاشتراكية والإنجاب بلا حساب هم المتهمون فيما وصلنا إليه.


     اضغط على رابط الصفحة الرئيسة لمزيد من الموضوعات : روايات قصص

 اقرأ أيضاً : 

الفصل الثاني:  في قبضة الأقدار

الفصل الثالث : جمهورية الأرض

الفصل الرابع : أن تطلب الحب