روايات، استمتع بأفضل روايات الرومانسية وروايات الرعب وروايات التاريخ في موقع واحد.

روايات، استمتع بقراءة والاستماع لروايات الرومانسية والرعب والتاريخ والخيال العلمي والبوليسية،

عشرات القصص المثيرة والحكايات في انتظارك.

2024/12/04

فلتمنحه لها كهدية صلح

                 الفصل الحادي عشر: فلتمنحه لها كهدية صلح



في الولايات المتحدة..

صارت آمال مضطرة إلى التردد إلى بيت منير لاحتوائه على المولد الكهربائي في أحوال انقطاع التيار كيما تستذكر بعض التمارين في الضوء (اشترط منير حضور طالبة واحدة تكون ذات سنتين بارزتين وحاصل ذكاء هو 140 نقطة أو أكثر "مستوى العبقرية" مع المُربِّية حواء إلى داره المضاءة دون بقية التلامذة المتضررين في المبنى الكبير، فكأنما فصل لها ثوباً لا يناسب إلاها !)، وسمعها منير تقول للمُربِّية حواء في غضب :

- لا أفهم كيف ينقطع التيار في واحدة من كبرى حواضر البلدان المعاصرة، بت أشعر ببؤس الإنسانية..

وذكرت لها المُربِّية شيئاً عما عايشته بنفسها على عهد وجودها في نيويورك عام 1977م من انقطاع كهربائي كان قد نجم عن عدة صواعق رعدية، وما تسبب فيه من أعمال سلب ونهب بطول مدته التي استمرت إلى خمس وعشرين ساعة، وعطفت ذكرها للحادثة التي عايشتها على تشخيصها للوضع الحالي فوصفته بـ"المقبول الهين"، ثم أردفت تقول وهي تهب تمثالي الفيلين وشمعتهما المنطفئتين نظرة :

- لا بأس، كل شيء هنا على ما يرام.

ومكثت تتفكر في حقيقة أنها في الحجرة التي وصفها لها أخوها عارف كمجال للاأخلاقية، قالت :

- المشكل أننا هنا.

وكان منير في غرفة مجاورة يقول لصاحبه مارتن :

- "فلتجهر بخطابك عسى أن تأتينا الفتاة المستنكفة (آمال) طالبة منا خفض الصوت ! لقد باتت تزدري الحديث إلينا، وقد سمعتها تصفنا فتقول عنَّا : حُثالَة متعاطي الكوكايين..".

واستجاب صاحبه يقول في جهارة خطابية :

- "أعزائي، ولا يعقل أن نُبقي على عقوبة الإعدام وقد صرنا في عقد التسعينيات، إنه عقد رائع البُشْرَياتٌ واعد الإرهاصات، وإني لأتوقع فيه ازدهار اقتصادنا الأمريكي، وانخفاض معدل البطالة، وكذا ارتفاع متوسط دخل الأسرة،.. وهلم جرا، وعلينا أن نتملص فيه من كل ما قد يرهق الأنفس، أو يجور على الآدمية، فلسنا من انتقامية ولا الانتقامية منا، لقد اُستخدم الإعدام في طفولة الإنسانية والحقوقية في حالات إزالة الوشم عن وجه العبد لإخفائه عن مالكه، وفقاً لتشريعات حمورابي، أعزائي، لقد استخدمت عقوبة الإعدام يوماً في حماية الرق وإدامة واقعه الجائر ثم الدفاع عن مصالح النخاسين، ولا يجب أن نتعامل مع الموروثات كمصدر للمعرفة ولكن كمادة للدراسة..".

وكان منير يأخذ يشير إليه بين آن وآن بيده أن أرفع الصوت، وقاطعه يقول كأنما هو يبدي رأياً بحق فيما سمعه :

- عزيزي مارتن، كم أثمن لك حماستك وفصاحتك ! ولكنني أقول : ثمة من الجرائم ما لا يكاد يعادلها إلا إزهاق النفس، كمثل القتل العمد، واغتصاب الصغار، وغير هاتين من البشاعات التي لا يكافئها الحبس المؤبد، هل تريد أن يقتل جارك ابناً لك ثم يخرج بعد عشرين أو خمس وعشرين عاماً ليعود يقطن في جوارك؟ كلا،.. إن المجرم في هاته الحالات يتجرد من الميثاق الأخلاقي والإنساني، كيف تنشد المعاملة الآدمية لمن لا يعترف بها فيصر على التنصل من أبسط واجاباتها ثم تأخذه النزعة إلى تمزيق حشمتها؟ وفي القرآن : ولكم في القصاص حياة، ومن أغرتهم الأماني بعالم أفلاطوني فعليهم أن يتذكروا واقعيات الحاضر، علاوة على أن عقوبة القتل لها من شدة المعنى وحزمه ما ينزع فتيل نقمة الحزانى ممن فقدوا الأخ أو الأخت أو الابن، وما يقطع عليهم دائرة الانتقام والعنف بالتشفي والاعتبار، فيرضوا باحتكامهم لعصا القانون الذي ما يلبثون أن يجدوا في أحكامه الناجزة والقوية عدالتهم..".

وبدا أن مارتن قد ارتبك ملياً بمقاطعة منير له وما اشتملت عليه من نقاط ذات وجاهة، هاته المقاطعة التي لم يكن يراد منها في الأساس إلا إحداث الجلبة، ولم تحضر آمال بانتهاء الحديث - كما كان الأمل - فضرب منير بكفه على جبهته كمن غاب عنه أمر بدهي، يقول :

- " إلهي ! كيف تراني أنسى أمراً هو على هاته الأهمية؟ إن سمعها (أي آمال) ضعيف منذ اضطرت إلى زراعة القوقعة ! ".

- "وما العمل إذاً؟".

وفتح الشاب درجاً فأخرج منه آلة موسيقية يقول :

- "نحتاج إلى ضعفين مما ينزعج بسببه المرء العادي، منبه صوتي أشد كالهارمونيكا، ولا أريد عزفاً جيداً ما دام هو صاخب بما يكفي..".

علا الصوت هاته المرة على النحو الذي أزعج آمال والمربية حواء حقاً، وقالت الفتاة للمُربِّية :

- لشد ما هي حيلة سخيفة عرجاء، يريد أن آتي لاستسمحه في خفض الجلبة التي يصنعها وصاحبه، ولكن هيههات، سأستخدم هذا.

وفتحت الفتاة حقبيتها فأخرجت منها وكمن من طراز  (WM-75 (Walkman واستخدمته حتى حجب بدوره نشاز عزف القيثار الفرنسي، ومكثت تتدرب على بعض التمارين والأنماط، كان منير يرقب الأمر عبر الباب الموارب فقال لصاحبه :

- لقد انتهت الحلول السلمية..

وأغلقت الأنوار بعد أن أدار منير مقبض المولد بيده، فجاءته المُربِّية حواء ومعها آمال وسمعته يقول لصديقه وهو مولي الباب ظهره :

- الآن ستأتينا الفتاة المستنكفة والعجوز، على كره، كمن يترجيان صاحب البئر في صحراء عطشاء، أجل، بل حتى أشد مثلاً.

ومكث الشاب الواثق يعد على يده : "واحد، اثنان، ثلاثة"، فلما التفت ألفاهما قبالته، تمسك حواء بالفيلين وقد أشعلت منهما الشمعتان وتقف آمال في ظلها، فارتبك كل ارتباك وهبط عن خيلائه خجلان الخاطر، فيما بدت أمارات الغضب الشديد على آمال، وقالت :

- سأغادر البيت الموبوء، وسأترك "صاحب البئر" في لغوه..

واعترض منير مسارها يقول :

- الكوكايين والفتاتين كانتا لمارتن ! لقد اختلق صاحبي الأجواء العربيدية وقد دفعت ثمن التواجد السلبي بها، إني بريء براءة الذئب من دم يعقوب..

وقالت وهي تأخذ تتحرك إلى الكومودينو الخشبي فتفتح درجه على ضوء شمعتي الفيلين :

- كنت مشاركاً معه (مارتن) بالصمت، وفي يدك كأس الخمر تعاقرها، هذا الذي بصر به عارف يومذاك من جملة ما بصر به، (ثم وهي تفتح الدرج فتجد ما قد توقعته..) وهاته أكياس البودرة البيضاء : الكوكايين، كما وصف لي أخي أيضاً !

وتركت آمال البيت المظلم إلى البيت الكبير المعتم في غضبة شاملة لا تبقي ولا تذر، كأنما هي تعبر من ظلمة إلى ظلمة على جناح الغضب والانفعالية، كان مارتن يعود يطمئن على منشطه الطبيعي والعصارة الفذة لأوراق نبات الكوكا - كما يسميه - وقد هبط كيما يجمع ما قدر تناثر منه على الأرض من "ذرات" في خضم ما وقع من أحوال الموقف الأخير، وقد كان عظيم الاعتماد عليه - دون أن يصل إلى حدود الإدمان - حتى ألبسه فرط الاعتماد وفيما بدا من تصرفه الأخير ثوب هوان، فيما جعل يقول وقد تألب على الجميع :

- الحمقاء لا تعرف ثمنه ! وأنتَ ! بئس الصديق ! لقد ألصقت بي كل نقيصة دون أن ينفعك التنصل في غرامياتك..

وأجابه منير في غضب :

- كانت هذه هي الحقيقة..

وصدقته المُربِّية حواء هذه المرة، كان الفتى ينطق في غضب شديد مشوب بالصدق، وانبثق شعوره بالإجحاف من رغبة في تقرير حق لا كسب مغنم، واقتربت منه حواء تقول وهي تهبه شريطاً للفيديو في حس رشيد مُشفِق :

- هاك هذا، فلتمنحه لها كهدية صلح، عسى أن تقيم به أولى لبنات "البناء الجديد" الذي أردته وسألتني عنه يوماً.

وحقق منير في حقيقة الشريط منتقلاً من حال الغضب إلى ذهنية أكثر اتزاناً، وقرأ على الغلاف - على هدى الشمعتين - عنوان فيلم الرسوم المتحركة الياباني :Kiki's Delivery Service، وغاص متأملاً في العبارتين : "كهدية صلح" ثم :"البناء الجديد" أكثر مما يجب، إذ هو كان ما يزال لا يرى نفسه مذنباً أو موزوراً، فلما رفع رأسه عن شريط الفيلم لم يجد المُربِّية قبالته، وعاد يشغل المولد الذي اطفأه في حركة بطيئة تنوء بالاستغراق.

 

  اضغط على رابط الصفحة الرئيسة لمزيد من الموضوعات : روايات قصص


في المعمورة والغردقة..

كان عز قد جعل يفكر ملياً في الاستقالة من وظيفته كضابط على رتبة رائد، لعجزه عن التأقلم الذي أخفاه طويلاً، كان الرجل قد استوى وبلغ أشده، في عمر الثالثة والأربعين، وصارت له نظرة على الأمور هي أكثر عمقاً وتفحصاً،.. وقد كبح كباح رِغابه هذه اقترابه من تقلد رتبة المقدم التي كانت تقترن عادة ببلوغ الضابط عمر الرابعة والأربعين، وكانت زوجه نور تقاسي بدورها وحدة أعقبت فشل فيلمها الأخير ولم تتركها منذئذٍ، حتى لقد وصفت العاملين بحقل السينما جملة بـ"حزمة من المنتفعين والمتظاهرين.. يجذبهم البريق وتزري بهم الهنجعية.."، ولم يكن من سائل على أحوالها إلا المصور الذي عدته بدورهاً صديقاً وحيداً خرجت به من تجربتها المرة،.. وقال لها زوجها عز وهو يأخذ يبثها ما بنفسه وأمامها صحن من الزيتون التفاحي المخلل يأكلان ما فيه :

- إنني أؤثر أن أكون طيراً حراً من أن أكون بَيْدَقاً في جيش،.. كانت هذه نفسيتي التي اجتهدت طويلاً في ترويضها كي أحقق حلمي القديم في أن أحمي حياض الأرض، لقد خلعت على وظيقة رجل الأمن ثوباً من المثالية لم أجده.

وأمسكت نور بزيتونة، وقالت في جزع ويأس :

- وماذا تنتظر إذاً؟

- إنني والمقدم كهذين.. (يشير إلى ما بين سبابتيه اليمنى واليسرى الملتصقتين فعلياً)

- هل تعتقد أن نجمة تضيفها على كتفك ستحبب إليك الأمر الذي لم تتأقلم عليه طوال سنوات؟

- لا أعرف، ربما..

كان المنادي قد أخذ يهتف في هذا السبيل بنداء بائع الروبابيكيا المعروف :

- "بيكيا.. بيكيا".

جهزت نور للعابر المنادي بعضاً من أثث البيت ككرسي هزاز متهالك، ولوحة طبيعية قديمة، وبذلة بحار بالية لنجلها نبيل، ومعطفاً أحمر فسدت أزراره لنجلها الآخر عطية الله، وذهل زوجها حين ألفى عدداً من شهادات التقدير التي حازتها المرأة من المهرجانات الفنية وسط جملة الخردوات التي وصفتها نور جميعاً بقولها :

- زوائد ما عاد لها من استخدام.

وتسترت نقمتها تحت ثوب من البساطة الآسفة، فسألها زوجها عما أثار ذهوله وقالت :

- لا أريد أن احتفظ بشواهد على تقدير ثلة من الكاذبين.

وأقنعها الرجل بالاحتفاظ بالجوائز ولكنها أصرت على أن يبقي عليها في حجرته، وحضر بائع الروبابيكيا فوقف عز يفاوضه يقول :

- عزيزي، أفهم أنها صارت بالية ولكنها ليست على هذه الدرجة من بخس الثمن.

وأجابها الآخر وهو يمرر بصره فيها فيمسك ببذلة البحار ويرفعها عن الكرسي الهزاز جواباً كان يححفظه فيردده في مثل هاته المواقف المألوفة في سياق يومه المتكرر :

- ليس من بينها (الخردوات) بضاعة ذات قيمة : كالجلود الطبيعية أو الكتب أو الأجهزة الكهربائية.

ثم ذكر له الرجل شيئاً عن استخدامه لبذلة البحار والمعطف كمقتنيات لابنته الوحيدة نجلاء، فرق قلب عز وقال :

- فلتأخذها جميعاً بلا ثمن..

وكان نبيل واقفاً رفقة أبيه كيما يتلقن منه طريقته في التفاوض - كما نصحت له الأم - فعجب لتصرف أبيه، وجعلت نور تقول وقد أتمت صحن الزيتون :

- عز، هل رحل الرجل؟ تجربتي تدلني على أن لا شيء يفسد الأمور كإدارتها بالعاطفة.

وسمعها البائع الواقف فميز من حديثها الاسم الذي بدا أنه يعرفه، وقال في لهفة :

- عز ! كنت زميلاً لي في الإبتدائية، لا يمكن أن أخطئك، فشعرك الناعم كان مثار تندر لا ينتهي من جهة الأولاد، وأما الفتيات فقد تولَّهن به.

وتطلع الرجل إليه يقول وقد انفتح روبه القطني لانفعاله :

- وأنت عشوب،.. أفشل طلاب فصل 3/3 !

وتعانق الزميلان فتعلق الروب الفاره بغبار القيمص الرث، وقال عشوب قولاً لفت انتباه الآخر :

- سأترك العمل الجوال على عربتي الخشبية، وأجرب حظي في الغردقة، إنني برغوث صغير وسأحيا حياة طفيلية في جسد المستثمرين الأكبر هناك.. وأنتَ، ماذا تعمل؟

- إني ضابط برتبة رائد، وأفكر في الاستقالة.

ثم استغرق يقول :

- لقد كنا، أنا وأنت، ابني ثورة يوليو.

وأجاب أتعس الاثنين في غصة وأسف :

- تحدث عن نفسك،.. لقد نسيتني الثورة، وفاقمت أوضاعنا كماً وكيفاً، والحكومة غير مهتمة إلا بالخصخصة.

وقال عز :

- لعلك نسيت أن الحكومة كانت تقال كل ستة أشهر قبل 1952م لأنها ليست على هوى الملك..

وأجابه الآخر :

- بدأنا مع اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا،.. واليوم لا محل لنا من الإعراب.

وذكر عشوب واقعة حدثت له تذكرها بناءً على ما قد سمع من اشتغال صاحبه ووظيفته يقول :

- جاءني بعض مهربي الآثار وقد أرادوا أن أعينهم على بيع بعض التماثيل والقطع الأثرية لقاء عائد مادي كبير، لم يكن ليشك بي مخلوق لما كنت معروفاً بكثرة التجوال وكثرة الاحتفاظ بالتحف، ولكنني استنكفت عن الأمر فأبلغت رائداً مثلك بالجريمة قبل أن تكتمل فصولها، (وانتقل ببصره إلى هيئة نفسه يقول متحسراً..) وليتني ما فعلت، أوردتني النخوة الوطنية موارد العوز، وللمهمش في بلادنا خياران : الاختلاس أو الشحاذة..

هناك عاتبه عز على حديثه الأخير ولكنه ما لبث أن احتفظ بهاتف صاحبه القديم كيما يظهره على أحوال الغردقة المعيشية متى سافر الآخر إليها، وتبدل حال عشوب باشتغاله في أقدم المدن الساحلية المصرية على عهد نمائها، هذه التي اكتسبت اسمها من عصر ما قبل التاريخ : حورجت، وقال عز لزوجه :

-  لقد سافر إلى هناك حافي القدمين واليوم يحدثني عن المال كأنما يلهو به لهو العابثين، إنه يدعوني ملحاً أن أشاركه بالمغامرة والسفر والعمل حتى لقد يهاتفني في مأربه هذا يومياً.

وكان جواب زوجه لا يتغير :

- وماذا تنتظر إذاً؟!

استقال عز من عمله الوظيفي ورمى بتعلقه بالأحبال المهترئة كأنما لم يدخر لمستقبله إلا المخاطرة، وسافر إلى المدينة الساحلية فاستقبلته المقادير أول نزوله هناك في ديسمبر بكارثة غرق العبارة سالم إسكبريس قبالة سواحل سفاجا، في رحلتها من جدة إلى السويس، من أثر اصطدامها بحقل الشعاب المرجانية، فكان يصف الأمر بقوله :

- أفسد مرجان البحر سياحة البشر.

 ولكنه ما حزن لقراره وما ابتأس، قال :

- مهما يكن من أمر ترتبه لي الأدهر، فإنني سعيد ههنا. 


 اقرأ أيضاً : 

الفصل الثاني:   لقد طردتها !

الفصل الثالث :  لا أصدق أنكَ عازف هارمونيكا

الفصل الرابع :  متشاجري الورود

الفصل الخامس : لقد أرسلني إليكِ يوسف..

الفصل السادس: آمل أن أراه

 الفصل السابع: أنصت إلى الناي يحكي حكايته

الفصل التاسع: العودة إلى الإسكندرية

الفصل العاشر: سنصل أقرب مما نتصور

الفصل الثاني عشر:  بات يطلب لنفسه العزلة

الفصل الثالث عشر: لا أريد التحدث عما يؤلمني ذكره

الفصل الرابع عشر:  لقد تغيرت كثيراً

الفصل الخامس عشر: الرحلة أهم من العقدة

الفصل السادس عشر:  رسالة من عبد العزيز

          الفصل الثامن عشر: شخصيتنا والقدر

الفصل الثامن عشر:  أسطورة بئر مسعود

الفصل التاسع عشر :  لقد حققت البئر أمنيتي..

الفصل العشرون :  ما وراء الصداقة