روايات، استمتع بأفضل روايات الرومانسية وروايات الرعب وروايات التاريخ في موقع واحد.

روايات، استمتع بقراءة والاستماع لروايات الرومانسية والرعب والتاريخ والخيال العلمي والبوليسية،

عشرات القصص المثيرة والحكايات في انتظارك.

2024/12/21

لقاء باسليوس بالغجرية

                                 الفصل الثاني عشر: لقاء باسليوس بالغجرية





 بعد معاهدة لندن (1840م) انسحب الجنود المصريون من بلاد الشام التي جرى فصلها عن مصر، تبين أن فرنسا ليست مستعدة لخوض الحرب في سبيل الدفاع عن محمد علي باشا، تراجعت حماسة محمد علي في نسبة الفضل إلى الفرنسيين، وتذكر يوما وَهَبَ فيه شارل العاشر، ملك فرنسا، زرافة بعيني الرثاء، وافق الباشا أخيرا على الفرامانات التي أصدرها السلطان مؤكدة حكمه على إيالة مصر وسلطنة دارفور،.. وها هو ذا ينسحب من سوريا العثمانية وكريت معيداً الأسطول العثماني، كان باسليوس يرقب حالة الوالي التي راحت تتدهور، قال لشريف باشا رئيس الديوان المالي:

- يُخَيَّل إليَّ أنه ما انسحب فقط من هذه الأراضي، ولكن التوفيق تخلى عنه أيضا، كيف أصفه؟ أربعة أعوام خلت وهو فيهم يعاني جنون الارتياب، وقد غدا مشوش الفكر، يغضب لأتفه سبب ولأعظم سبب!

قال شريف باشا:

- ما أتعس حالتي! اليوم أطلعه على ديون الدولة، ثمانون مليون فرانك، باسليوس! ثمانون مليون! هل تعي فداحة الأمر؟ إنني أخشى عليه ومنه، فلتلج القصر معي فإنك خير من يتعامل معه!

دلف باسليوس صحبة شريف باشا إلى حجرة الوالي، وقال شريف باشا للوالي ما سبق أن قاله لباسليوس من أمر الديون المتراكمة، هناك اشتاط محمد علي مثل نمر غاضب طوقته أسباب الهلاك، سأل باسليوس عن المتأخرات الضريبية في انفعال:

أجاب باسليوس في تَهَيُّب:

- المتأخرات الضريبية وصلت إلى زهاء أربعة عشر مليون قرش، مولاي!

- وكم حجم الضريبة الإجمالية؟

لم يجد باسليوس بُدًّا عن الجواب:

- خمسة وسبعون مليون قرش!

لم يشهد باسليوس ثورة لمحمد علي أشد من هذه، خَشِيَ الرجل مصير أبيه غالي فتحسس غدارته، تذكر تدريبه على الجبل، وحيرته النفسانية المبنية على انتسابه إلى جهتين متعارضتين، فاق غضب الوالي توقعات الجميع، دامت ثورته أياما ستة، ثم هدأت دون مقدمات، واستدعى باسليوس فطرح عليه سؤاله الغريب بعد كل خطيئة يقدم عليها:

- هل أنت منزعج مما حدث؟

أسرع باسليوس إلى إبداء الجواب المعتاد الذي يريحه:

- ما دام غضب مولاي في محله فلا داعِيَ للحزن.

- فلتكتب نعي صديقك بوغوص يوسفيان إذن.

كتب باسليوس نعيا مخلصا لصديقه، قرأه الوالي فأعجب به، وقال:

- نحتاج رسالة تقريع للواء عثمان باشا لأنه لم يحضر مع قواته جنازة الرجل الفاضل.

وكتب باسليوس خطابا حَمَّله اعتراضا خفيفا، فقال محمد علي وهو يقرأ ما فيه مُسْتَخِفًّا:

- بِرَبِّك.. أهذا خطاب تقريع؟ كيف يُفهم اللوم من هذا الكلام الرقيق؟ تملك عاطفة أنثى وقلب طفل! (ثم وهو يشير إلى كاتبه) وأنت.. فلتكتب هذه.. "إلى ابني المبجل جدا، السيد المحظوظ جدا، اللواء عثمان باشا، إنك حمار، إنك غبي، كيف لا تصطحب أنت والقوات التي تحت إمرتك الرجل الذي أخلص لك وقام على تربيتك إلى مثواه الأخير؟ عندما يصلك هذا الأمر توجه في الحال أنت وكل الضباط في حامية الإسكندرية إلى كنيسة الأرمن، وأَخرِجْ جثمان بوغوص وادْفِنْهُ مرة أخرى في جنازة عسكرية وتشريفة، أُحَذِّرك أن تعصي الأوامر!"، فلتوقع ههناك باسليوس!

فزع باسليوس فقال كأنه يتملص من المشاركة في وزر:

- لن أوقع على هذا الخطاب!

- تخشى من عثمان باشا أكثر مما تخاف من الوالي؟ أنت حمار مثله، أحيانا أراك تركب الفرس، وحينئذٍ أهجس في نفسي وأقول: حمار على ظهر فرس.

صمت باسليوس وهو يغلي، عاد الوالي لملاطفته:

- كيف أحوال فرسك؟

- إنَّ بها عيبًا.

نادى محمد علي على كبير السيّاس في الديوان فسأله:

- كيف اخترت فرسا معيبة لتعطيها لابني باسليوس، بينما أمرتُك أن تعطيه فرسا جيدة؟!

أجاب كبير السيّاس:

- لكن التي اخترتها يا سيدي حسنة جدا لكافر!

عاد محمد علي إلى الثورة:

- إن الكافر هو الذي لا ينفذ أوامري!

أمر الوالي أن يُعاقب كبير السيّاس في الحال بأن يُضرَب بالعصا على قدميه، لم يحتمل باسليوس التوقف فغادر القصر ركضا وهرع إلى الجبل، رأته العجائز وهو يطأ زهورا حول البئر فحدسن باضطرابه وهو المعتاد على تفاديها، هبط إلى المكتبة المخبوءة، وشرع يسود خطابات أبيه غالي إلى البابا على ضوء القناديل الخافتة، وكان يهمس في نفسه بباعث نيته:"لكي يدرك الناس أن لأبي بُعْدًا روحيا نقيًّا،.. ما كان أبي شيطانا.. كلا.. ما كان كذلك البتة!"، قضى باسليوس ليلة طويلة من العمل حتى إذا انتهى من التدوين تثاءب وتمطى، ووجد يدا تربت على كتفه فكان لوقا، وسأله (لوقا) وهو يقلب النظر فيما هو دون صاحبه بعينين مستطلعتين:

- وكيف أخبار القصر؟

وقال باسليوس في جدية ظاهرة، وقد أهلك الخطب ذهنه:

- لقد انفلت الزمام، لوقا، إنَّ لرُقوق هذا الجبل عُمْرًا فوق دفاتر ومُسَوَّدَات القصر!

بدت عبارتُه تنهيدة يائسة، ولكنها وهبت لوقا نفحة من المَسَرَّة، شعر الشاب ببعض الاعتزاز، إنه لا ينتسب إلى جماعة مطاريد، وتساءل لوقا كأنه ليس بقبطي، من أثر تربيته في الجبل:

- هل انقلب عليكم الوالي؟

- لا يزال محمد علي يحفظ الاعتبار للأقباط، وهذا العام أمر بحبس حاكم دمياط خمسة أعوام في قلعة أبي قير، لأنه قضى بطواف قبطي في الحي النصراني، بعد أن أمر بضربه خمسمئة ضربة،.. ولكن دعني أفصح لك عن أمر، لوقا: لا يجب أن تطلب الحقوق من شخص بعينه، بل خليق بكَ أن تزرع نبتة التسامح في العقول والنفوس، ومن هنا تأتيك الاستجابة دون فرض،.. ما دمت واقعا في فلك الاستنجاد بشخص واحد فأنت لا زلت أسير شطحاته وتقلباته، عجبًا رأيت الوالي الذي أنجد القبطي في الحي النصراني من الحيف والضرب، وهو يجلد أبي القبطي المعلم غالي في قلعة الجبل لأتفه سبب ممكن! اطلب العدالة لذاتها ولا تختبئ، وما هو فوقيٌّ سيظل فَوْقِيًّا وإن امتد أثره قليلا إلى ما تحته.

قال لوقا بين الإقرار والتساؤل:

- هذا حديث عميق غائر كمكتبة الجبل التي نحن فيها،.. سيعقبه إبراهيم باشا على العرش لا محالة؟

غسل باسليوس حبر يديه بماء طست نحاسي، ومر بمخطوطات ورقوق من جلود  المعيز والغنم، ثم استوى وجهه قرب ضوء نافذ عبر كوة، وهو يقول:

- أجل، ولا أستطيع خدمة قاتل أبي.

قال لوقا وهو يمسك بأحد الرقوق:

- ما ينبغي لكَ أن تخدمه، سيدي.

وزع باسليوس نظرات عابرة في غير اتجاه، قال في همس كأنه يهمهم وهو ينظر لمحدثه أخيرا:

- لا أحد يختار الخروج من القصر مثلما لا يختار أحد الدخول إليه..

دلف جرجس إلى اجتماع الاثنين فأحدث دخوله عفارة من التراب، قال:

- فلتكن فرصتك في الثأر إذن.

وقف باسليوس وخلفه الأناجيل الأربعة، قال:

- ثأر تضيع بعده حياتي؟ سيهلكه المرض على أي حال، إذا جلس على العرش فلن يعمر عليه طويلا، لأن الأعمار على كراسي الحكم قصيرة.

قال جرجس وهو ينصرف:

- تنتظر من المرض أن يأخذ ثأر أبيك؟ حقا،.. لا حبذا رجال هذا الزمان!

عاد لوقا يملأ الطست النحاسي بالماء، تمنَّى لصاحبه أحلاما هانئة وانصرف، نام باسليوس في مكتبة الجبل هذا اليوم نوما مضطربا، على سريرها المتهالك زارته الأضغاث التي رأى فيها محمد علي باشا تائها في الخلاء، وقد أمسك الخَرَفُ بعقله، وداخله الوهم، واقترب منه فأَلْفَاهُ يهرف بما لا يُعقل، أخبره في المنام بأنه كره أن يضرب كبير السيّاس بالعصا على قدميه وإن أخطأ في حقه، بدا أن والي مصر قد نسي الواقعة من جذورها، وغفل عما صنعت يداه،.. تنقل باسليوس بخيال جسده من الخلاء إلى بئر بيت الكريتلية المعروف، نظر إلى بئر "الوطاويط" وتمنى رؤية محبوبته كوثر، تجلت صورة المرأة في البئر وهي تقول له:"لو أن قلبك عرف غيري لظهرت صورتها هنا.."، وسعد بحديثها لأنه عنى أن سارة بنت يونس لم تدخل قلبه في زيارة القدس حقا، وسرعان ما خرجت كوثر من البئر وقد تمثلت بشرا، وحين نظرت في البئر لامس شعرها الأصهب الطويل سطحها فمالت عن الاستقرار، ونزعت عنه، وما لبث أن فاضت مياهها بعنف لفرط جمالها (كوثر)*،.. زار باسليوس في المنام الحافل طيف أبيه غالي الذي خلع عليه قلنسوته في ثناء، وأخذ يتابع عمله في المكتبة بعيني الامتنان، وكان يردد في صوت عالٍ:

- عفارم، باسليوس، عفارم، طوبى ليديك! مجيد عزمك! بيد أن هناك المزيد  مما لم تُدَوِّنْه!

هناك أبدى باسليوس اعتراضا خجولا، وهو يقول:

- أحسب أن هاته هي كل رسائلك إلى البابا، أَبَتِ.

قال غالي:

- فلتكتب عن تضرعاتي في معبد البيت، فهي أصدق مما حُفِظ في الرسميات، لأنها خالية من التكلف، بريئة من الديبَاجات، لقد كنت طفلا حين سمعتها مني، وإنني أقسم لك أن ذاكرة الأطفال لا تُسقط شيئا تأثرت به حقا،.. فلتكتب كذلك عن حديثي إلى إبراهيم باشا يوم مقتلي في ميت غمر، لأنه خير ما تحدثت به في دنياي.

- كيف أكتب عن الثانية ولم أشهد عليها؟

- اِسْأَلْ عنها أخاك طوبيا!

خفض باسليوس رأسه وهو يقول:

- لقد انقطعت الأسباب بيني وبين أَخَوَيَّ.

- الأسباب لا تنقطع أبدا، نحن من نقطعها أو نصلها.

وساد صمتٌ ما أكثر أن يسود في أعقاب المواعظ الجيدة، حك غالي رأسه ثم تساءل:

- هل تراسل بابا الكاثوليك غريغوري السادس عشر مثلما كنت أراسل من سبقه من باباوات؟

رفع باسليوس رأسه نحو أبيه وهو يقول:

- كلا،.. كلا،.. لا أراسله لأنني لا أحب سياسته!

وعجب غالي لحديث نجله فتساءل:

- وماذا تكره منها؟

- لم أجد فيها إلا المحافظة الجافة والتقليدية الصارمة، لقد عارض البابا الحالي (غريغوري) الإصلاحات الديمقراطية والتحديثية في الدول البابوية، وفي كافة أنحاء أوروبا، لم يرَ فيها الرجل إلا جبهات يسارية ثورية، علاوة على أنه سعى لتعزيز السلطة الدينية والسياسية للبابوية،.. ولقد تعلمت في دير إسطفانوس أن مراد الكاهن أن يقرب الرب للناس، وألا يطلب لنفسه شيئامن سلطة دنيوية وإن عظمت رتبته!

- فلتسمع لي، باسليوس: إذا كنتَ تقطع صلة كل من أساء إليك فستنتهي وحيدا، وإن اتبعت هذه السياسة كنت العاطل عن مخالطة غيرك، العاجز عن الإصلاح لأنه ينشأ عادة من احتكاك النفوس، فلتراسل البابا وأخويك، ولتراسل أخويك قبل البابا، إنك بحاجة إليهم جميعا!

لم تذهب نفس باسليوس إلى مراسلة أخويه حقا، فتساءل:

- بمَ ترى أن أحدثه إذن (يريد البابا غريغوري)؟

- اِبدأ بما ساءك من سياسته، خير الحديث عند اختلاف الرؤى ما كان مباشرا، وليكن لسانك رطبا، فالقناعة متى تبناها المرء صارت مما يدل عليه، واقتلاعها من رأسه عسير كخلع الثياب التي تكسوه..

اتعظ النائم في سباته من حديث أبيه، ثم استيقظ بغتة على صياح عجائز الجبل وهن يهتفن حوله:

- وَارَحْمَتَاهُ.. إن مكتبة الجبل تحترق!

هرع باسليوس إلى طست النحاس في زاوية الحجرة، جعل يطفئ بمائه ضرام النار تحت الثريات المتأرجحة، أنقذ نسخة القرآن المذهبة التي زحفت إليها النار بثيابه، وانْضَمَّ لوقا إليه سريعا فجعل يوقظ الشباب في البيوت، جاء الشباب بماء يحفظونه في الآنية، خمدت اللهائب بعد ساعة عمل، وتجلى جرجس أخيرا، فقال وهو يطأ الرماد في زهوة شيطان:

- ها قد أحرق مبعوث السلطان وصديق القصر مكتبة الأجداد.

قال باسليوس في حسرة وهو ينظر إلى حواشي الرقوق التي لم تَمَسَّها النار إلا قليلا:

- عن ماذا تتحدث، أيهذا اللعين المتلاعب؟ لم تحترق إلا رسائل أبي غالي من أثر تدبيرك، وقد كنت لأكون أول الهالكين لولا أن انتبهت، لقد وقع انفجار اُستعملت فيه براميل البارود، من يملك مفاتح هذه الحجرة غيرك، جرجس؟ لقد أحرقت الجبل كي تطردني منه.

لم يصدق الناس حديث باسليوس على تماسكه الظاهر، وما لبث أن أشار جرجس إلى شابين - مستغلا سيادة حالة الريبة القلقة - وهو يقول:

- فلتطردا هذا الدخيل من الجبل الذي أساء إلى تقاليده!

وقف آل الجبل حيارى إزاء ما يدور حولهم، هبط باسليوس الجبل مجللا بالحزن، بدا لوقا كأنما يكتم أمرا وهو يتابع صاحبه الذي ينسحب متواريا في حمرة المغيب القانية، اقترب جرجس من حافة الجبل في عنفوان، رفع عصا الجريد ذات الأقدام الستة عاليا وهو يقول مباهيا:

- هلموا، فلنحتفل في الجبل بعدما طهرناه!

تجاوب الأهالي معه في فتور، انتظر جرجس تحليق النسر الأشهب، ولكن النسر لم يؤدِ استعراضه.

 

**

منذ ذلك اليوم انقطع باسليوس عن التردد على الجبل، لزم الشاب أوامر محمد علي باشا بـ"عدم مخالطة هؤلاء المتمردين"، وانقطع لمهام الحكومة، وكان يختلس أويقات يُدَوِّن فيها مذكراته، ثم يرسلها دوريا إلى كهنة دير إسطفانوس من تلامذة صديقه المُتنيح لوقا  فيقول:

"أعزائي كهنة الدير..

لا أدري هل يشق عليكم أن تطلعوا على أخبار عالمنا المضطرب وأنتم الذين اخترتم لأنفسكم حياة التبتل، وآثرتم على الحياة التنسك، هل أُغرِيكم بخطاباتي للانزلاق في هذه الوهدة التي نأيتم بأنفسكم عنها؟ فإذا كان الأمر كذلك حقا فحَرِيٌّ بكم أن تراسلوني في هذا لِأَكُفَّ، وأن تحذروني لأتوقف،.. وحتى يقع هذا فإنني مستمر إذن، ولقد فكرت في أنني إذا فصلت في وقائع عالمنا لأدركتم أنكم في الدير الضيق في فسحة فوق أولاء المغررين في الخارج الوسيع بزينة هذه الحياة القصيرة، ومن هنا تقع هذه العِظَة وتدب السكينة في نفوسكم، فتغالبون هذا الضجر وذاك السأم الذي يعانيه الكاهن عادة  في انزوائه الطويل.

 

لقد سافر إبراهيم باشا - ولعلكم لاحظتم هوسي بالرجل، وهو هوس قديم يوليه صاحب المظلمة إزاء من جار عليه في مسألة - للعلاج من هذا الداء الذي ألم به، ذهب إلى إيطاليا وإلى فرنسا وإلى إنجلترا للاستشفاء، فشُخصت علته بالسُل الرئوي، وعاد وما زال مريضا، صار إبراهيم باشا يبثق الدم تماما كخالي فرنسيس سيرجيوس ولا شماتة، وهذه الدنيا التي يُسقَى فيها الجميع من عين الكأس الدوار، وأشكر الرب لأنه أحدث العدالة أخيرا، فإذا جاء ذكر فرنسيس طلبت منكم الدعاء له، وقد قاسى على هذه البسيطة أهوال الاعتراف، فلم ينعم زواجه بالمظلة الكنسية طوال حياته، مثلما تعرفون، وقد كانت له شطحات في فهم العقيدة يراها بعضكم هرطقات وأراها محاولات رجل ضَلَّ الطريق، وأحب الفضيلة دون مقدرة على الاحتمال،.. وبعد عودة إبراهيم باشا من زيارته هذه ساءت صحة محمد علي باشا، فلم يجد القصر بُدًّا من تشكيل "المجلس الخصوصي" لإدارة شؤون الدولة، سافر إبراهيم باشا - رئيس المجلس - للاستشفاء إلى نابولي عام 1848م سَفْرَة أخرى، وقد تقابل مع والده محمد علي الذي كان يُعالج هناك أيضا، وتوجه الاثنان إلى مرسيليا، حيث بقيَ محمد علي للعلاج وعاد إبراهيم إلى مصر، وعقب عودة محمد علي من الخارج تدهورت حالته (محمد علي) الصحية مرة أخرى، وأصيب في قواه العقلية، وتحققت كوابيسي حتى أصبت بالذهول من دقة عالم المنام، ونفاذ سلطانه على عالمنا.

 

 ومِنْ عَجَبٍ؛ كيف خلصت من مرض الوالي الذي خدمت في قصره طويلا إلى قيمة الحياة، وإنني أقول لكم اليوم بأن الحياة عجيبة نادرة، وسحر ميمون، ونشوة جنون، الحياة زهرة يانعة، وابتسامة طفل، وزينة وصحة وآلاء، ومال وبنون، وتَبَتُّلٌ، مغامرة لا تعودون بعدها كما كنتم، لحظة ظَفَرٍ ترفعكم إلى أعنة السماء، حكمة تستقر في نفوسكم وتكتسبونها من خسائركم، خضراء حلوة كقول إخواننا المسلمين،.. ها قد عدت أغريكم بما في الخارج! فلْأَكُفَّ إذن،.. لا تجعلوا الأيام تَمُرُّ من تحت أيديكم، أكثروا من التضرعات والصلوات، لأن رحلتكم طريق في اتجاه واحد، أَحِبُّوا بصدق، تحدثوا بصدق، اُبْذُلُوا بصدق، لأن دنياكم قصيرة، قصيرة جدا وإن تخللتها الرتابة، وهذا هو الدهر يطارد الخلق بهِرَاوَة الفناء، وأنتم الواقفون في ساحة الابتلاء!

 

أعزائي كهنة الدير..

لقد زرت محمد علي باشا في شيخوخته وقد تعرف إليَّ، ولا يزال هذا مَثار عجب جارٍ في القصر، ومَوْضِعَ تَنَدُّرٍ حادِثٍ في الدواوين، ولا بد أن هذا مما يثير شغفكم أيضا،.. فالرجل الشارد الذي نسِيَ علاقته بالزمان والوجوه، وغفلت إرادته عن الإلمام بما كان ويكون، يناديني متى رآني بـ: ابني باسليوس، وقد سقط ابنه الحقيقي إبراهيم باشا من حساب ذاكرته! ولست أعرف من النوادر ما حملني على البكاء إلا هذه النادرة المضحكة المبكية، وهذا باعث آخر على الاعتبار،.. لا تزال علاقتي بإبراهيم باشا سطحية، وأزعم أن الرجل مذ ترأس هذا المجلس المُشَكَّلَ من اثني عشر عضوا لم تلتقِ عيناه بعيني قط، فإذا تحدث نظرت إلى غيره، وهذه هي عادتي على أي حال، لأنني لا أجيد التحديق إلى النواظر، فهو مما يشتت انتباهي المحدود، ولابد أنه يشتت انتباه كثير منكم! وقد بلغت الأربعين ولا أزال على هذا الحال، وعلاقتي بعباس باشا وسعيد باشا - من أعضاء المجلس - هي أفضل بأشواط، ولا يزالون ينادونني بابن غالي أبي طاقية، وهذا مما يسعدني ولا ريب، ومنهم (سعيد وغيره) من يمازحني في فائض كرم فيقول:"نجل" محمد علي باشا الوحيد الذي لا يزال يتذكره!

 

 ولقد تولى إبراهيم باشا حكم مصر أخيرا في سبتمبر من هذا العام، ودانت له أسباب هذه الدولة القديمة، و"الولاية العَصِيَّة"، عقب موافقة السلطان، ولكنه اليوم مريض، وأستطيع أن أقول بأنَّ مَلِكًا عظيما بلا صحة هو كنهر عظيم لا يفيد منه أحد، وإذا كنت رجلا شفيق النفس في العموم فإنني أعجب لحياد عاطفتي تجاه الرجل، ولقد رأيته وهو يعاني دون أن تميل نفسي نحوه بشفقة، أو تنزع بَواطني إليه بنزوع، وقال أحد موظفي الديوان من الكتبة لي بأنني أعامله معاملة كلب حقير، وأخرجه من نطاق الآدمية بما أبديه نحو من لامبالاة، فآلمني وصفه قليلا، ثم عدت أسوق الدواعي المُسَوِّغةَ لموقفي هذا، فوجدته (الموظف) يستوعب وينصحني مع ذلك بالغفران والنسيان، لأن مصالحة الأحياء مختلفة عن مصالحة من مات، وكل شيء في أوانه يستقيم وفي غير أوانه مهدور،.. ونظرا لتفشي وباء الكوليرا في القاهرة والإسكندرية هذا العام هرب إبراهيم باشا بنفسه إلى رودس في يولية، ولم يعد منها حتى اليوم (أغسطس)، وهذه من عجائب حكامنا الذين يفرون تاركين ذويهم عرضة لألوان الهلاك، وضروب الخطر، ثم يعودون وقد صفت الأجواء، وهذا مما يدل على خواء نفوسهم من أصول القيادة، وآداب الشجاعة، لأن الحكم شراكة بين الحاكم والمحكوم في المنشط وفي المكره، والقائد الحق لا يضحي بجنوده هانئا في أبراج العاج، فإذا خاض المخاضة الخطرة اكتسب الشرعية ونال الاحترام!".

كان إبراهيم باشا يأخذ يمر في الديوان بعد عودته المفاجئة من رودس فتوقف عند باسليوس بعد إذ ميزه من موظفي الديوان وقال:

- أرني ما تكتب، فقد قيل عن براعتك في الكتابة الكثير.

هناك اضطرب باسليوس اضطراب الهلع، ولعله تساءل في نفسه:"متى وكيف عاد الرجل من رودس؟"، قال:

- ما كتبته لنفسي يبقى لنفسي، سيدي!

قال إبراهيم باشا:

- هذا ديوان الحكومة وليس ساحة البيت، هاتني هذه!

اختبأ باسليوس وراء باب حجرة جانبية ومعه الأوراق، أحرق الشاب ما كتبه وألقى برماده تحت قدميه، أضَرَّ انفعال إبراهيم باشا به فجعل يبثق الدماء والتف حوله الكتبة، جعل إبراهيم باشا يقول:"لم تحقق زيارتي لرودس الغرض منها.."، اقترب منه باسليوس حَذِرًا، أعطاه حزمة من دفاتر الضريبة والمُسَوَّدَات، هدأ جأش الرجل قليلا وهو يتلقف منه الأوراق، تطلع إلى الدفاتر فحذق أمرا ثم انصرف وهو يقول:

- ليس هذا ما كتبت! ليس هذا ما كتبت!

انقطع باسليوس من يومئذٍ عن التدوين في خلال خدمته في دواوين الدولة، ثم عاد إلى الكتابة بعيد وفاة إبراهيم باشا، فكتب:

"أعزائي كهنة الدير..

لقد استقبلت نبأ نفوق إبراهيم باشا باستبشار الجاهل، وأخبركم اليوم بأنني رجل أحمق، فقد أعقبه والٍ هو شر منه، خِلْو المزايا، يسيء الظن بي وبالناس، وأما اضطهاده للأقباط ففصل كبير، إن عباس حلمي الأول يسرح الجزء الأكبر من موظفي الأقباط في الدواوين، وينفيهم إلى السودان، ويقوم بما يسميه زورا الإحلال الوظيفي، وقد صدق عزمه على وضع أربعة من طلبة المدارس الأميرية بعد تعليمهم مِن قِبَلِنا، ومن يرفض تعليمهم يُلقَى في نهر النيل، وما زلت أذكر حديث عقلاء المسلمين وشعر علي بن أبي طالب حين يخالجني طيف الوالِيَيْنِ إبراهيم وعباس:

 

عَجَبا لِلزَمانِ في حالَتَيْهِ.. وَبلاءٌ ذَهَبتُ مِنهُ إِلَيهِ

رُبَّ يَومٍ بَكَيتُ مِنهُ فَلَّما.. صِرتُ في غَيرِهِ بَكَيتُ عَلَيهِ

 

وأشهد أن شيخ الأزهر إبراهيم الباجوري لم يَرْضَ لنا مثل هذا الضيم*، ووقف موقفا كريما برفضه أمر التسريح، والجماعات ليست على شاكلة واحدة، ومن أراد تنميط نفر من الأنفار أساء إلى سنة الاختلاف، فمن الأقباط أشرار ملاعين، ومن المسلمين طيبون كالنسيم، وفي كل حوض ينبت الطيب والخبيث، وللمرء إذن أن يَنتَقِيَ، وأن يفهم ولا يحكم، وعادة العوام أنهم يهيجون لأنهم يأخذون العاطل بالباطل، ويندفعون ولا يفرقون،.. ومن يُسرّح من الدواوين يحزن، وأما أنا ففي نفسي إقبال على الأمر وسرور، لأنني مُوقِن بأنني إن تركت القصر وجدت كوثر، وقد أخبرني بهذا المنام منذ سنين، وفي نفسي نزعة الغنى عن الأبهة والمناصب، وقد خدمت في القصر بما يكفي، وأنا رجل علماني أشتغل في الدواوين، ولكنني أصدق في هذه الإشارات الربانية لأن إغفالها يجعل العالم بليدا وجَدَبًا فقيرا،.. فاتَحَني عباس حلمي الأول في هذا الشأن إذا بعد أن استدعاني في قصره الذي أقامه في الصحراء، يسمونه الريدانية، وهذا رجل مجنون لأن الصحاري لا يجب أن تُبنَى فيها الصروح الضخمة، وهذا الهدر يدفع ثمنه فقراء البلد ولا ينتفع به الناس،.. قال لي:

-  إنني أُعِدَّك لعمل رائع تؤديه في السودان مثل أخويك!

وصارحته في غير مواراة:

- مولاي، إنني أتفهم أنك تكره القبط، وتروم الخلاص منهم هناك..

غير أنه عاجلني بقوله:

- إنني لا أكره الأقباط ولكنني أكره الأوربيين، ولهذا أسبابُه..

وفهمت أنه يواري مقاصده، والحق أنه يكره الأوربيين والأقباط، والشواهد على ذلك كثيرة كتأييده للوهَّابية ، إلى ما ذكرناه من أمور، قلت:

- وإنني على استعداد لترك منصبي لقاء أمر واحد، هو أيسر من يسير.

ورأيته يبدي تجاوبا فاندفعت أقول:

- إني أطلب منكم إلغاء ضريبة الحواتية!

واستبخس الوالي مطلبي حقا، حتى لقد انفرجت شَفَتَاَهُ عن مَسَرَّة وعَجَب، وندت عنه ضحكة ترامت أصداؤها في أنحية الصحراء، ثم طالعني في استنكار وهزو لطيف، فما أسهل أن يُقصي كبير موظفي الأقباط في الدولة لقاء اثنين وأربعين كيسا! وسألني:

- وهل الحواتية ينفعون*؟!

قلت:

- لن يأتي من ورائهم مَضَرَّة، ألاعيبهم هي شواغل للناس عما يكابدونه في معاشهم.

أومأ برأسه الكبير، وانتهى الأمر بإقصائي إذن، والحمد لله، وقُضي بإلغاء هذه الجباية، وإنني أنتظر يوم الأربعاء من شهر صفر هذا العام على أحَرَّ الجمر، وفيه أترقب أن يعود موكب الغجر لانعدام هذه الضريبة، وآمل أن يعبّد هذا المسار أمامهم، فالجبل موطن الغجر وإن أكثروا الترحال، وفي نفس كل امرئ نزعة إلى ما منه بدأ، لأنه ألصق به من كل ما يُستحدث أو يُكتسب، وإذا عادوا فلن يكون هذا اليوم يوم نحس بل يوم سعد عظيم، ولتركزوا في الدير صلواتكم من أجلي، فالأمل في عودة كوثر لا يزال ضربا من أَضْرَاب الأمنية، وقد حجبتني عنها السنون، ولا سامح الله هذه الأسباب، وكل شيء عسير بإرادة الرب يغدو يسيرا.

 

وبعضكم - كالكاهن عجيب والكاهن بطرس قد ينكر عليَّ تَعَلُّقي بهذه المرأة الغجرية، فيقول كما قال القديس يوحنا ذهبي الفم*: "إذا كنتم تريدون الطريق الأسمى والأعظم، فالأفضل ألا يكون لكم علاقة مع أي امرأة كانت!"، وقد حدثتموني طويلا في أن البتولية خير من الزواج، والحادث عندكم أنه لا يجوز وفقا للطقس القبطي أن يتزوَّج كاهن بعد رسامته (تعيينه)، بل يظل على الحالة التى رُسم عليها سواء أكان متزوجا أم لا، ولكننا - جماعة المنتمين إلى هذا العالم - لا نزال نتعلق بمتاعه، ونشقى به، ولا أزال أردد قول بولس الرسول*: "مَنْ زَوَّجَ فَحَسَنًا يَفْعَلُ، وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ!*"، وقد قررت أن أفعل الحسن، وأترك لكم الأحسن! ولا يصح أن يُنظر إلى المعاشرة كدنس، وهذا اختزال مؤسف لا يقع فيه من تعلق بالمعنى الأصيل، واستقصى عن مآرب الرب في الأشياء، وقد وضع الرب سحره في الحب والمرأة لغرض، لأنَّهُ أراد ديمومة هذا العالم على ما هو عليه من تواتر الأجيال، وبما فيه من شَقاء لا يُنكَر، ولولا هذا لَصَعُبَ على الخلق الأمرُ واستهْوَلُوه، ولعلهم استحبوا الفناء،.. وإنما المُعَاشَرة وحدة ضدين لأجل ثالث، وهي وحدة محفوفة بأعظم المعاني نُبْلًا وهي الحب، يحصل لهما فيها الطمأنينة قبل اللذة، واللقاء قبل الالتحام، ولكما أن تحتفظا بقناعتكما على أي حال، وتَرَيَانِ فيها الطريق الأسمى والأعظم، طريق الملائكة، كما كان يراه القِدِّيسُون من قبلكم*..".

      رابط الصفحة الرئيسة لمزيد من الموضوعات : روايات قصص


**

تزعم جرجس الجبل حتى أتم عمر الثمانين، أخلص للقوة والبطش والاستعراض والتقاليد، تركزت فيه صورة القيادة التقليدية، وأهمل مكتبة الجبل حتى ساءت رقوقها وكُتُبُها ومخطوطاتها، قال:

- لو كان العلم مما ينير العقول حقا لظهر أثره في عباس حلمي الأول، وقد اعتنى جده (يريد محمد علي باشا) بتعليمه في مدرسة الخانكا* اعتناءً لم نشهد له الأثر الذي يليق به!

ولما كان تغيير الحكام قد أظل آل الجبل بسحابات التوجس من المجهول، فقد احتموا بشكيمة جرجس وتفيأوا ظله أمام اعتداءات السلاطين، جهر جرجس للوالي عباس حلمي الأول بالعداء كمن سبقه، وأرسل إليه من يترصده في بولاق حين أرسل الوالي حملة كبيرة لنجدة الدولة العثمانية عن طريق البحر وذهب ليودعهم بنفسه هناك، ولكن محاولته أخفقت دون أن يترك نواياه العدائية، وكان يحب  أن يظهر في معية الأطفال ليخفف من وطأة حضوره الثقيل في النفوس،.. وهذا العام جمع عزمه على المشاركة في استعراض سيف الجريد على تقدمه في العمر وضعفه الظاهر، حتى اجتهد نجله لوقا في أن يصرف الفكرة عن رأسه :

- لماذا لا تتركني أنهض بالأمر نيابة عنك؟

وهبه جرجس نظرة:

- هل ترى أن أباك قد شاخ؟

- الفروسية ليست مما يليق بمن بلغ الثمانين،.. ما بالنا نصمم على رياضة المماليك ونحن أهل الجبل؟ما لابن آدم وهذا الفخر الأجوف؟

وقال جرجس وقد كشف فَوْدُه عن بياض:

- لا أشعر أنني في الثمانين..

قال لوقا:

- هكذا تزين لنا الحياة فتغرر بنا! اليوم أنا أَقْدَرُ على الفروسية منكَ، لا يركبنك العناد فتنقلب نادما.

وضع جرجس يده على أثر ضربة عصا الجريد القديمة على جبهة نجله لوقا وهو يقول في استخفاف:"حقا؟ أقدر مني عليها؟!"، ها قد مضى جرجس مستهيناً بتحذيرات نجله إلى سفح الجبل، وإذا ألقت الأيادي على مسيره ماء الورد فما عسى يصنع الماء بندوب الزمن؟ ما أشق هذه الحركة المتثاقلة لجسد هو الماضي نفسه ! ما أبطأ انفراج القدمين على ظهر الفرس ! وأمسك بالعصا الطويلة ثم لكز دابته منطلقاً نحو خصمه، وفي مثل البرهة تمخض الارتقاب عن كارثة، ما لبث أن سقط العجوز الهَرِمُ قبل أن يوجه ضربته، جندلته حماسته وشيخوخته، أين ذهبت زهوة الجبروت؟ بل أين ولت ذكرى البأس؟ وهل لمثل هذا الجسد الضخم أن ينطرح؟ وهؤلاء هم آل الجبل يلتفون حوله في ذهول، كأنهم كواكب شردت عن فُلك نجم منكمش، وتفحصت عجوز منهم نبضه فقالت :

- واحسرتاه! ها قد رقد جرجس على رجاء القيامة،.. وانتقل إلى الأمجاد السماوية!

لم تجئ النائحات إلى الجبل بناء على وصية جرجس نفسه الذي كان يكره العويل وينسبه إلى الغباء والضعف، استحسن لوقا رأي أبيه في هذه المسألة وقد كره ما يُبْدُونه من "الحزن الكاذب المدفوع الأجر"، سرعان ما خلف لوقا أباه جرجس في رئاسة الجبل، أجمعت عليه الآراء لاستقامته، أيدته العزائم في ليلة رُفِعت فيها المشاعل، وسار في الخلق باللين والحسنى فحاز الحب والوقار، اهتم لوقا بمكتبة الجبل حتى زودها بعشرات الرقوق، وألقى ببراميل البارود في ماء النهر، فخطب يومئذٍ عظة ضمنها تعاليم المسيح المحفوظة*:

- سمعتم أنه قيل: عَيْنٌ بِعَيْن وسِنٌّ بِسِنٍّ، وأما أنا فأقول لكم: لا تقاوموا الشر، بل من لطمك على خدك الأيمن فحَوِّلْ له الآخر أيضا، ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضا. ومن سَخَّرك مِيلًا واحدا فاذهب معه اثنين، من سألك فأعطه ومن أراد أن يقترض منك فلا تَرُدَّه.

ألقى رجال الجبل بالبرميل الثاني؛ فوَاصَلَ لوقا ما يحفظه:

- سمعتم أنه قيل: تحب قريبك وتبغض عدوك، وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا الى مُبغضيكم وصَلُّوا لأجل الذين يُسيئون إليكم ويطردونكم، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات، فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين، ويمطر على الأبرار والظالمين، لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم؟ أليس العَشَّارون أيضا يفعلون ذلك؟ وإن سلمتم على إخوانكم فقط، فأي فضل تصنعون؟ أليس العشارون أيضا يفعلون ذلك؟ فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل.

أقام لوقا معبدا صغيرا عند قمة الجبل شبيها بمعبد بيت غالي، وكثيرا ما رُؤِيَ النسر الأشهب وهو يقف على صليب ذاك المعبد المُطِلِّ على الخلاء، وملأه لوقا بقوارير العطور والحُصُر والسلال والقناديل والمشكاوات والصناديق الخشبية، وكان كثيرا ما يحدث الأطفال فيه عن زيارة المسيح لمصر، وعن البطريرك الثاني من بطاركة الكرسي السكندري إنيانوس الذي دامت مدته سبعة قياصرة، وكان يهب من يذكر من الأطفال أسماء القياصرة السبعة* -  من نيرون إلى دوميتيان -  قلادة من الخرز، ثم يمسح على رأسه مُبارِكًا،.. فكر لوقا في إعادة صديقه باسليوس إلى الجبل، طرح الفكرة في مجلس الليل فهلل الأطفال أمام النار والحطب، وقال:

- إنها فكرة وردت لي في الخيال، وإنني قنوع بأنها متى وردت لي فكرة هناك فإن بمقدوري أن أجعل منها حقيقة!

وتحفظت عجائز الجبل فقُلْنَ:

- تريد أن تعيد من أحرق مكتبة الأجداد، فقابَلَ الضيافة بالغدر، وزاغ عن الانتماء إلى الانقلاب؟

ردَّ لوقا في عزم:

- من أحرق المكتبة كان أبي جرجس، لم يُجِدِ الكتابة أو القراءة أبدا، وكان دائم الاستهانة بأهمية المكتبة بعد رئاسته للجبل، كثير الامتعاض من ضياع الموارد التي تُسَخَّر لها، ولا غرو فالجاهل لا يُقَدِّر ما لا يحسنه، رأى في إحراقها فرصة الخلاص من باسليوس، القبطي المحبوب، والطفل المبارك، لأنه لم يحتمل أن ينازعه أحد.

حدجته عجوز بنظرة قاسية وهي تقول:

- كان باسليوس على تقواه ربيب بيت السلطان،.. نراك تغتاب أباك قبل أن يُتِمَّ أربعينه؟

قال لوقا - فيما يمنع هذا الطفل من ملامسة نيران الحطب - :

- ما ذكرتُ إلا الحقيقة التي تزيغون عنها.

جعلت العجوز تقول فيما تسرح شعر هذه الفتاة بمشط فتبكي الصغيرة من صلابة أسنانه:

- ألا تحزن عليه؟

طاف في خاطر لوقا طيف أبيه جرجس، وتحدث :

- إن الحزن الذي في نفسي عليه لن يُنْسِيَنِي حقيقة أنه ما كان مَلاكًا، لا تدفعوا بالذكرى إلى ضباب الأساطير، كان الموتى آدميين يخطئون..

قُلْنَ:

- لا يصح أن يستهين بالتقاليد من آلت إليه الزعامة، عليها يقوم هذا الجبل ومَعاش من فيه، ومجمل القول هو أن الغريب الذي طُرد عن الجبل لا يصح أن يعود إليه.

انفعل لوقا حتى احمرت وجنتاه وقال:

- اُكْفُفْنَ عن اجترار هذا الغثاء المر،.. التقاليد هي التي قتلت أبي، بإصراره على إحياء طقوسها حين لم يعد يستطيع!

 تحرَّى لوقا السؤال عن باسليوس في ديوان الدولة، تخفَّى في زي العوام كيلا يُعرف انتماؤه إلى الجبل، كان يخشى أن يكون صاحبه من بين الأقباط المنفيين إلى السودان، التائهين في مجاهلها وضياعها المقيم، وزادت خيفته حين عرف أن هذا كان مصير أخويه دوس وطوبيا، وترجى في نجواه أن ينجو صاحبه من مقصلة الرجعية التي جهزها الباشا لمن خرج أو لم يخرج عليه منهم، وأُجيب من موظفي الديوان الجدد من المسلمين:

- لم نعد نسمع عن أخباره شيئا.

تلقف جرجس الجواب في حيرة، وتساءَلَ:

- كيف ترك منصبه؟

- أعطاه مولانا ما أراد.

- وماذا أراد؟

نظر الموظف إلى لوقا في فتور وسأم:

- أراد باسليوس إسقاط ضريبة الحواتية، ولسنا نفهم مراده في هذا، ولكنه تحقق (مراده) على أي حال! وقد بدا لنا رجلا غريب الأطوار دائما، هل أنت صديقه؟ فإذا كنت فها قد حصلت على الجواب وإن لم تكن فلتنصرف!

ظفر لوقا بما أراد إذن، سينتظر صاحبه عند الجبل في يوم الأربعاء من شهر صفر، عاد الشاب إلى الجبل يعد الليالي ويترقب الأيام، حين حل اليوم الموعود أيقظه الرجال عند المغيب وهم يقولون:

- لقد عاد موكب الغجر!

نفخ رجال الجبل في بوق من النحاس، خرج الأهالي من بيوتهم في يوم النحس، لبس لوقا المركوب من فوره وهرع إلى الخلاء، خلع ملفه الصوفي وهرع مدفوعا بلهفة الصداقة، وإن في نفسه إلى صاحبه لحبا وأشواقا، رأى خيال باسليوس وهو يمضي بين الغجريات والأطفال فتبعه، وقد ميزه بقلنسوته وخطواته السراع، وسط زحام الملأ وجد باسليوس كوثر أخيرا فاهتدى إلى حقيقتها وتوقف، كانت المرأة تؤدي الألاعيب فلما بصرت بباسليوس تسمرت في ذهول، حدَّقت إليه وحدَّق إليها، ونطقت اسمه في عجب وخفوت، لم تعد الوجوه هي الوجوه ولكن النفوس هي هي، توقف قرد كوثر عن التحرك فهوت العصا عن ذيله، وهبط الثعبان إلى محاذاة الأرض وخملت إرادته في مجاوبة النغم كأنه أنبوب عضلي عاطل على رمض الرمال، زمجر الأطفال في استياء وأخرجوا ألسنتهم أمام الغجرية التي فسد عرضها، قالت كوثر لباسليوس وقد خلت صورة الأخير من الأبهة الرسمية:

- كأنك تركت القصر أخيرا؟

قال باسليوس مشمولا بالرضا:

- بل هم من تخلوا عني،.. (ثم وهو ينظر حوله فيرصد تجليات الاحتفال والزحام..) بحق هذه الأيام التي اختلجتني فيها الريبة إنني أقول اليوم: تتحقق إرادة الخير في الأخير، ولكن الأمور تستغرق وقتا أكثر مما هو في عشم الآمال، انتقم الزمان لأبي غالي من إبراهيم باشا، وأعادتنا الأقدار بعد افتراق، بالحب استرشدنا ونسترشد، وفي رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس*: وأما غايةُ الوصيةِ فهي المحبة من قلبٍ طاهرٍ، وضميرٍ صالحٍ، وإيمانٍ بلا رياء!

ابتسمت كوثر فتألقت عيناها النجلاوان تحت ضياء الشمس الغاربة، وازدهى وجهها بالحياة في المشهد الثري، وقالت:

- هَلُمَّ، فأمامنا كثير من الترحال.

تحركت كوثر فأحدث خلخالها الفضي رنينًا أَخَّاذَ الجرس، تبعها باسليوس وقد خلع قلنسوته في شغف، همَّ لوقا باللحاق بالاثنين، وجعل يهتف:"توقف! سيدي باسليوس! لأنني كنت معك دائما فلا يجب أن تمضي اليوم دوني، توقفي سيدتي الغجرية الصهباء! لأنني لم أرك أبدا، فيجب أن أراك اليوم!"،وهذه عجوز الجبل تقبض على كتفه، فتقول:

- توقف أنت الآخر! لا يجب أن تعيد صاحبك إلى الجبل ولا إلى أي مكان! خَليقٌ بك ألا تفعل! لقد وجد صاحبك ما أراد، لقد عثر على الحب وصنع جَنَّتَهُ التي أراد!

نظر لوقا إلى العجوز نظرة اعتبار تعادلت فيها كَفَّتَا المَسَرَّة والأَسَف، أومأ في هدوء إيماءةَ إقرار طاويًا رغبته، عاد الرجل صحبة العجوز إلى الجبل الذي غَشِيَتْه المغارب بحمرة وانية مازجها سواد طفيف أقبل من ساعة الليل قبل الأوان، صعد لوقا قمة الجبل وألقى على جمهرة الملأ من معبده ماء الورد والرياحين، حملت الرياح الرياحين على جناحها حتى انتهت إلى باسليوس وكوثر، وهذا هو النسر الأشهب يحلق في الأفق تحليقه الأخير، يشير إليه الأطفال الصغار، ويبتلعه قرص الشمس الكبير!

النهاية

مراجع

1-        محمد علي باشا سيرته أعماله وآثاره - إلياس الأيوبي.

2-        تاريخ الأمة القبطية وكنيستها للكاتبة الانجليزية أ. ل. بتشر.

3-        الكنز الثمين لعظماء مصر -  فرج سليمان فؤاد.

4-         مصر في مطلع القرن التاسع عشر ١٨٠١م : ١٨١١م (الجزء الثالث) - محمد فؤاد شكري.

5-        الإدارة المالية والضرائب في عهد محمد علي باشا -  1805م :  1848م - د. أحمد محمد نوري.

6-        أقباط ومسلمون - جاك تاجر.

7-        أرشيف جريدة المشرق العدد 2 تاريخ الإصدار 1 ديسمبر 2000م -مقالة المعلم غالي - فيليب لويزبيه اليسوعي.

8-        موقف الأقباط ومحمد علي باشا من التحول الکاثوليکي في مصر (دراسة حالة في المراسلات بين المُعَلم غالي والفاتيکان) في ضوء أرشيف الفاتيکان  1806م : 1822م - مجلة الدراسات التاريخية والحضارية المصرية - د. أيمن أحمد محمد.

9-        لمحة عامة إلى مصر   كلوت بك.

10-قصة الكنيسة القبطية - إيريس حبيب المصري.

11-في ربوع الأزبكية.. دراسة أدبية، تاريخية، اجتماعية - محمد سيد كيلاني.

12-الأقباط في القرن العشرين - رمزي تادرس.

 

 

حواشٍ

الجزء (1)

- سحتوت: هو الاسم الذي كان يُطلق على العملات ذات القيمة الضئيلة للغاية، وكان آخر العملات التي حملت هذا الاسم هي فئة عُشر القرش بتاريخ عام 1293 هجريا.

- العشار: العشار في الإنجيل هو رجل يهودي يحصّل الجزية والضرائب من الشعب اليهودي لحساب المستعمر الروماني، وراتبه يمثل نسبة مما يُحصّله (يحصل على عشر ما يُحصّله عادة)، وكان تقديره للضرائب تقديرا جزافيا.

الجزء (2)

أمير طبلخانة: كلمة فارسية بمعنى بيت الطبل، وهو أحد المخازن السلطانية التي تُحفظ بها الطبول والأبواق، وكان يستخدم هذا اللقب للدلالة على الفرق الموسيقية التي تدق النوبة ليلا ونهارا للسلطان.

الجزء (3)

-    الصدر الأعظم: مسؤول إداري رفيع المستوى في الإمبراطورية العثمانية.

- خبزنا الذي للغد، أعطنا اليوم (مت 6: 11): أي الخبز الذي ستهبه لنا في ملكوتك إمنحنا إيانا اليوم.

الجزء (4)

-  ليت الوحوش تزداد نهما فإن أسنانها ليست إلا كرحى فإنها إن طحنت القمح لا تفنيه بل تصيره دقيقا: قالها القديس إغناطيوس وهو ذاهب للاستشهاد  إلى أهل رومية حتى لا يصدوه ولا يمنعوه عن الموت.

- لا كرامة لنبي في وطنه: عبارة مُسجلة في جميع الأناجيل الأربعة على لسان المسيح.

-  المذهب اليعقوبي: كان هذا المذهب مذهب الكنيسة المصرية والحبشة،  وهم القائلون بالطبيعة الواحدة للمسيح، بمعنى أنه شخص واحد، وله طبيعة واحدة، وقد نشره داعية مشهور ظهر في القرن السادس الميلادي، اسمه يعقوب البرادعي، ونُسب إليه.

- الكراخانات: الكراخانة (Karahane) هي في الأصل كلمة تركية معناها المحل الأسود أو السوق السوداء، وفيها إشارة إلى البيع المحرم، وكان الأتراك يستخدمون هذا اللفظ لتعريف بيوت البغاء في العصر العثماني في كافة الولايات التابعة لها ومنها مصر.

- فليبتهج أيضا أولئك الذين دخلوا إلى الزواج من أجل إنجاب البنين وليس من أجل الانغماس: إلى هذا المعنى أشار القديس كيرلس الأورشليمى.

الجزء (5)

حياة أي إنسان أولها نطفة مَذِرة، وآخرها جيفة قَذِرة، وهو فيما بين ذلك يحمل العَذِرة*: أشار إلى هذا المعنى مطرف بن عبد الله بن الشخير في حديثه إلى المهلب بن أبي صفرة حين رآه يمشي متبختراَ.

الجزء (6)

الآية المذكورة من سورة الأنعام هي التاسعة والخمسون.

الجزء (7)

- صوم نينوى: صوم مسيحي منتشر في الكنائس السريانية والأرثوذكسية المشرقية، يُقال في تفسير أصله بأن صيام أهل العراق في القرن السابع على نية وقف شبح الطاعون، وما أعقب هذا من تراجع شبح الموت، قد جعل منه شعيرة حية، يحرص عليها رؤساء الكنائس، ويُرمز به إلى النبي يونان (يونس) الذي ذهب إلى أهل نينوى ليحثهم على التوبة، فصاروا أكثر الملتزمين بهذا الصوم.

- القواصة: رجال من جهلاء الترك أو مردة الأرناؤوط، منوط بهم ضبط الأمن، عُرفوا بمصادرة الأفراد، والاعتداء عليهم، ومهاجمة البيوت، وارتكاب المنكر.

- عصفور الفينيجيل: عصفور صغير، من عصافير الشوك، وهي خاصة بأوروبا، وكانت تظهر  بمصر في الأوقات الدورية لهجرتها، للاستزادة راجع كتاب الطبيب كلوت بك، لمحة إلى مصر  ص176.

- عَرْضحال / عَرْض حال: طلب مكتوب يُقدَّم إلى صاحب الأمر إمّا تظلُّمًا أو استجلاباً لنعمة.

- مجمع انتشار الإيمان: جرى تأسيسه على يد البابا بولس الثالث عام 1542م، يهدف، وفقا لرؤية هذا البابا،  إلى نشر المذهب الكاثوليكي السليم، والدفاع عن أفكار التقليد المسيحي التي تبدو في خطر بسبب المذاهب الجديدة والعقائد الغير مقبولة، كان مركزاً مهماً لإرسال البعثات الكاثوليكية إلى الشرق بشكل عام، وإلى مصر بشكل خاص، هدف أيضاً إلى إقامة قواعد ثابتة في بلدان الشرق، وخدمة الجاليات الأوروبية الكاثوليكية، والاهتمام بمسيحي الشرق، ويُعرف هذا المجمع الآن بمجمع تبشير الشعوب.

الجزء (8)

- الإرساليات الفرنسيسكية: أو الفرنسيسكانية، ويُعرف رهبانها باسم الفرنسيسكان، هي رهبنة في الكنيسة الكاثوليكية، تأسست على يد القديس فرنسيس الأسيزي في شمال إيطاليا إبان القرن الثالث عشر، وتعتمد على القوانين التي وضعها هذا القديس.

- توسكانا: أحد أشهر أقاليم إيطاليا.

- الأقباط الأرثوذكس يمقتون البعثات الكاثوليكية، ويصفون أعضاءها بالكلاب*: راجع مجلة الدراسات التاريخية والحضارية المصرية - العدد العاشر -  ج 2 (أبريل) (2021م) صـ 353.

الجزء (9)

- الوهَّابية: الدعوة النجدية أو كما تُعرف بالدعوة الوهابية أو الوهَّابية اختصارًا، مصطلح أطلق على حركة إسلامية سنية قامت في منطقة نجد وسط شبه الجزيرة العربية في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، تتعرض هذه الدعوة عادة لانتقادات واسعة باعتبار أنها روجت لصورة منغلقة من الإسلام الأصولي.

-  الأواسي: أراضٍ تعطيها الحكومة للملتزم مقابل إيواء المسافرين من موظفى الدولة، وصيانة المساجد والمدارس والحمامات بجزء من نفقاتها، لا تُورث  وتعود للحكومة، ويعمل عليها فلاحون لا يتقاضون أجراً.

- السلطان قانصوة الغوري: السلطان المملوكي السادس والأربعون، وهو العشرون من المماليك الجراكسة، من أشهر آثاره في القاهرة المسجد والمدرسة المعروفين باسمه.

- الكرادلة: مجمع الكرادلة، هو الهيئة الجامعة لكافة الناخبين في الكنيسة الكاثوليكية، ممن تقل أعمارهم عن ثمانين عاماً، ويشكل أعلى هيئة استشارية في الكرسي الرسولي.

- الكثلكة: مصطلح ديني يعني التحول من المذهب الأرثوذكسي إلى المذهب الكاثوليكي، وقد عرفه المجتمع المصري بعد الحملة الفرنسية على يد الشيخ عبد الله الشرقاوي شيخ الأزهر، ورئيس ديوان القاهرة آنذاك.

- روكسي قدسي (1780م : 1781م): من مواليد جرجا.

- يوحنا الفرارجي (1781م : 1785م): من مواليد أخميم والتحق بكلية نشر الإيمان بروما.

- الأنبا أنطونيوس فليفل (1761م : 1774م): كان أسقفًا أرثوذكسيًا لكرسي جرجا، واعتنق المذهب الكاثوليكي سنة 1758م فحرمته الكنيسة، وعين البابا يؤانس الثامن عشر بدلًا منه القديس الأنبا يوساب الأبح الذي اهتم بجمع الرعية في حظيرة الإيمان الأرثوذكسي.

الجزء (10)

- الإكليروس: هم مجموعة الإكليريكيين، أي رجال الدين الذين يعملون لخدمة الكنيسة المسيحية.

- بكاء الخنساء:  الخنساء هي تماضر بنت عمرو بن الحارس، وهي شاعرة وصحابية، والبكاء في شعرها هو محور مهم في بناء قصائدها، وكان لدواعٍ منها الوفاء لمن رثتهم ولا سيما أخوها صخر.

الجزء (11)

-"وَأَخْطُبُكِ لِنَفْسِي إِلَى الأَبَدِ، وَأَخْطُبُكِ لِنَفْسِي بِالْعَدْلِ وَالْحَقِّ وَالإِحْسَانِ وَالْمَرَاحِمِ.": (هو 2: 19).

-  علي بن جبلة العكوك (776 م : 828م): هو علي بن جَبلة بن مسلم بن عبد الرحمن الأبناوي، شاعر عراقي مجيد، من أبناء الشيعة الخراسانية، ولد بحيّ في بغداد ويلقب بالعَكَوَّك وبه اُشتهر ومعناه القصير السمين، والبيتان من القصيدة اليتيمة الشهيرة، التي اُختلف كثيراً في تحديد قائلها حتى وصُفت بالحائرة، وهي بين شعراء أكثرهم من الأفذاذ مثل ذي الرمة وأبي الشيص وعلي بن جبلة، وإن كان نسبها إلى علي بن جبلة هو الأرجح.

- محبوب بن قسطنطين: كان مؤرخًا مسيحيًا ملكانيًا وأسقفًا لمدينة منبج، كتب تاريخًا شاملا بالعربية، وهو كتاب "العنوان".

- يوم سبت لعازر: هو ذكرى قيامة لعازر من القبر، ويُعد هذا العيد عيد الأطفال، يُقام يوم السبت بمناسبة إحياء لعازر الصدّيق - صديق المسيح - على يد السيد المسيح بعد أربعة أيام من رقاده، وفقا للعقيدة المسيحية.

- يوم خميس العهد: الخميس المقدس أو خميس الأسرار، هو عيد مسيحي ويوم مُقدس يسبق عيد الفصح، وهو ذكرى العشاء الأخير للمسيح مع تلاميذه.

الجزء (12)

-  الصَّلَبُوتِ الكريم: الجمعة العظيمة وتُعرف بعدة أسماء أخرى منها جمعة الآلام أو جُمُعَةُ الصَّلَبُوتِ أو الجمعة الحزينة، هو يوم احتفال ديني بارز في المسيحية، يجري فيه استذكار صلب يسوع  وموته في الجلجثّة ودفنه.

- توجها طوباويا: الطوبائية وكلمة طوبيا في الفلسفة والتصوُّف تعني كل فكرة أو نظرية تسعى إلى المُثل الأعلى، ولا تتصل بالواقع أو لا يمكن تحقيقها.

- حائط المبكى: هو حائط البراق أو الحائط الغربي حسب التسمية اليهودية؛  يحد الحرم القدسي من الجهة الغربية، أي يشكل قسما من الحائط الغربي للحرم المحيط بالمسجد الأقصى، ويمتد بين باب المغاربة جنوبا، والمدرسة التنكزية شمالا، طوله نحو 50م، وارتفاعه يقل عن 20م.

- رقص السماع: أو الرقص الصوفي هو نوع من أنواع الذكر عند متبعي الطريقة الصوفية، ويكون بالدوران حول النفس والتأمل الذي يمارسه من يسمون دراويش بغية الوصول إلى مرحلة الكمال.

- تأملات البوذيين: يتبع البوذيون التأمل على أنه جزء من الطريق نحو التحرر واليقظة والنيرفانا (حالة التحرر من المعاناة أو الانفصال عن العالم الخارجي او الانطفاء الكامل)، وله عندهم عدة طرائق.

- صيام الصمت: أتت بعض الشرائع القديمة بأنواع غريبة من الصوم، فعند السكان الأصليين لأستراليا كان على المرأة إذا مات زوجها أن تصوم عن الكلام لمدة قد تصل إلى العام.

- عيد الفصح الأرثوذوكسى: يُصادف عيد الفصح يوم الأحد بين 22 مارس و25 أبريل، وعادةً ما يكون ذلك خلال أسبوع بعد الاعتدال الربيعي، يُحتفل به من خلال الهتاف بتحية عيد الفصح، وتزيين المنازل، وعادة تلوين البيض، ووضع قبر فارغ في الكنائس، وأرنب الفصح، وغير هذا من العادات الاجتماعية المرتبطة بالمناسبة.

الجزء (13)

- قصر طوب قابي: أكبر قصور مدينة إسطنبول التركية، ومركز إقامة سلاطين الدولة العثمانية لأربعة قرون.

- آغا أو أغا أو آغة: من اللغة التركية ويعني رئيس أو سيد، وهو لقب مدني وعسكري كان مستعملاً في عهد الدولة العثمانية، والولايات التابعة لها.

الجزء (14)

- قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ: الآية 55 من سورة يوسف.

- الإِرْدَبّ: مكيال لتقدير الحبوب، يسع الإِرْدَبّ 24 صاعا، والصاع هو الحاوية الصغيرة التي في حدود لترين ونصف.

-  تاوضروس أبو كريم (1831م : 1854م): من مواليد جرجا، والنائب الرسولي لطائفة الأقباط الكاثوليك في مصر.

الجزء (15)

- "النائب الرسولي الذي لن يبارك الرب سعيه، ولن يتقلد بطريركية الإسكندرية أبدا": عين البابا ليون الثاني عشر النائب الرسولي مكسيموس جويد بطريركا للإسكندرية في أغسطس عام 1824م، ولكن هذا المشروع لم يتحقق وظل نائبا رسوليا، حتى توفى في أغسطس عام 1831م، وبذلك تحققت نبوءة فرنسيس.

- النَطَاسِيُّ: هو العالمُ الماهرُ، والطبيبُ الحاذِق.

- المسحة الأخيرة: أو مسحة الموتى، هي جزء من الطقوس الأخيرة في الكنيسة الكاثوليكية، يُعتقد بأنها تحصن نهاية الحياة الارضية بسور متين، تأهبا للصراعات الاخيرة قبل دخول بيت الآب.

- إنما يبكي على الحب النساء: عبارة مشهورة قالها أبو مريم الحنفي (واسمه إياس بن ضبيح بن المحرش بن عبد عمرو) عندما قال له عمر بن الخطاب: اصرف وجهك بعيدا عني فإني لا أحبك، فسأله أبو مريم الحنفي إن كان هذا سيمنعه حقًا من حقوقه، فقال (عمر): لا.

الجزء (16)

- حرب اليونان: هي حرب استقلال شنها الثوار اليونانيون على الإمبراطورية العثمانية بين عامي 1821م و1832م.

- لمَ وشى يهوذا به؟: وفقا للأناجيل الأربعة فيهوذا الإسخريوطي هو التلميذ الذي خان المسيح، وسلمه لليهود لقاء ثلاثين قطعة فضة، وبعد ذاك ندم على فعلته ورد المال لليهود وقتل نفسه.

- صلاة الموتى: واحدة من جملة مراسم متتابعة تجري في طقس رسامة الراهب، وهي، كما يراها أصحابها، رمز لموت الراهب عن العالم.

الجزء (17)

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ: الآية الثانية والستون من سورة البقرة.

الجزء (18)

- الجزية دار: موظف مسؤول عن جمع الضريبة من قبل الإدارة العثمانية.

- فرنسيس الأسيزي: روحاني إيطالي وراهب كاثوليكي، اُشتهر بتأسيس الرهبنة الفرنسيسكانية، عاش حياة الفقر كواعظ متجول، وهو أحد أكثر الشخصيات تبجيلًا في المسيحية.

الجزء (19)

- الإسكندرونة: مدينة واقعة على البحر المتوسط، كانت تابعة لسوريا العثمانية في زمن القصة وصارت اليوم تابعة لتركيا.

- "وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا.": (مت 5: 39).

- سير الجنرال يعقوب ميخائيل، والكولونل مكاريوس حنين، والكولونل غبريال سيدراوس.. إلى آخر الأسماء الواردة في النص:  راجع الجزء الثالث من كتاب الأقباط في القرن العشرين لرمزي تادرس صـ17، للاستزادة، والكتاب، مع دلالة اسمه الزمنية، تعرض لشخصيات من القرن التاسع والثامن عشر، منها هذه الأسماء.

-  أنْتُمْ نُورُ العَالَم. لَا يُمْكِنُ إخفَاءُ مَدِينَةٍ مَبنِيَّةٍ عَلَى جَبَلٍ،.. إلى آخر الوارد في النص: (مت 5:  14 و15و16).

- السير على الماء: في العقيدة المسيحية سار المسيح على الماء، وجعل القديس بطرس الرسول يمشي عليه أيضاً.

- شعيرة من الإيمان: قصد باسليوس قول المسيح : لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ." (مت 17: 20).

-  وإذا العناية لاحظتك عيونُها.. لا تخشَ من بأسٍ فأنت تصانُ.. إلى آخر الأبيات: من أشعار الشاعر الفلسطيني عمر اليافي (1759م : 1818م).

- خط القيرمة: وهو خط كثير التكسير والتقطيع، والزوايا والثنايا، وتَصعب قراءته إلا بعد تمرين طويل على مختلف القوالب والكلمات والجمل، كُتبت به سجلات الروزنامة، والقيرمة في الأصل كلمة تركية من المصدر قيرمق بمعنى أن يكسر ومعناها اللغوي المُكسر.

الجزء (20)

- الزجال إبراهيم المعمار: هو جمال الدين إبراهيم بن على المعمار، يقول فيه محمد بن شاكر الكتبي: "إبراهيم الحائك، وقيل المعمار، وقيل الحجار، عامى مطبوع، تقع له التوريات المليحة المتمكنة لا سيما فى الأزجال..".

- المقريزي: تقي الدين المقريزي، مؤرخ الديار المصرية الشهير، اتصل بالملك الظاهر برقوق، ولد ونشأ في القاهرة ونسبته إلى حارة المقارزة.

الجزء (21)

- وتخبطه كالأعمى الذي يبرجس في النخيل: من الأمثال الشعبية، يُضرب للعاجز عن الشيء يأتيه في أصعب حالاته، البرجسة: السباق بالخيل واللعب بها والأعمي لا يستطيع ذلك فإذا فعله وسط النخل فقد حاول المحال.

- سمعان الخراز: أو سمعان الدباغ، عاش في مصر إبان القرن العاشر، هو أحد قديسي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تُعزى له بحسب التقليد الكنسي معجزة نقل أو تحريك جبل المقطم.

- سعداء من يدركون حاجتهم الروحية فإن لهم ملكوت السماء.. إلى آخر الوارد في النص: جاء هذا المعنى في إنجيل (متى 5: 3-8) وقد عُرف بالتطويبات، وهي تسع عبارات قالها المسيح تبدأ بكلمة "طوبى"، أو "سعداء"، أو "هنيئا له"..

الجزء (22)

- لا بالقوة ولا بالقدرة بل بروحي قال رب الجنود: (سفر زكريا 6:4).

- المَهَارق: وواحدتها المُهْرَقُ وهي الصحيفةُ البيضاءُ يُكتب فيها. 

- وهكذا َيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا، عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ: من شعر أبي العلاء المعري  (973م : 1057م).

- الجبرتي ومحمد علي: رأى المؤرخ المصري الشهير عبد الرحمن بن حسن برهان الدين الجبرتي في محمد علي حاكماً ظالماً، حتى وصفه بكلب الجور، وإن أقر له ببعض إنجازاته، وموقف الجبرتي من محمد علي عرّض حياته وحياة أسرته للخطر، وجلب عليه الضرر البليغ؛ حتى فقد ابنه خليل الذي قتله جنود محمد علي في شبرا بعد صلاة الفجر.

- مطبعة بولاق: أو المطبعة الأميرية، هي أول مطبعة رسمية حكومية تُنشأ على الإطلاق في مصر.

- طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ": (مت 5: 5).

- أزمة المشرق الثانية: أو الأزمة المشرقية، وقعت بين عامي 1839م-1841م نتيجة تدخل القوى الأوروبية في الصراع الدائر وقتها بين الدولة العثمانية وإيالة مصر التي كانت تابعة صوريا لها، وانتهت الأزمة باتفاقية لندن التي قضت بإعطاء محمد علي وورثته الحكم الدائم لمصر لقاء تحجيم نفوذه.

- رجل أوروبا المريض:  اللقب الذي اُشتهرت به الدولة العثمانية منذ منتصف القرن التاسع عشر، ويرجع سبب ذلك إلى الهزائم التي تكبدتها الدولة العثمانية من الدول الأوروبية وأفقدتها الكثير من أراضيها، وما آلت إليه من ضعف وتخلف.

- مسلة كليوباترا: قدم محمد على باشا مسلة كليوباترا هدية إلى بريطانيا تكريما لانتصارها على جيش نابليون بونابرت.

- مجمع خلقيدونية: وضع مجمع خلقيدونية تعريفا للإيمان وكان أعضاء المجمع في البداية يرفضون هذا الأمر، ولكنهم تحت إلحاح مندوبي الإمبراطور رضخوا في النهاية، وكانت المسودة الأولى تنص على أن المسيح "من طبيعتين" ثم عُدلت.

- المعمودية: الطقس الأساسي في المعمودية هو تغطيس المعتمد في الماء أوصب الماء على رأسه، مع استدعاء الثالوث المُقدس، الأب والابن والروح القدس.

- نوبار باشا (1825م : 1899م): أول رئيس لوزراء مصر.

- تنصيب حسن العطار شيخا للأزهر: حسن العطار هو أحد الموجهين الأساسيين لنهضة مصر الحديثة، كان أول من طالَب بإصلاح الأزهر الشريف، وفشل في محاولته.

- تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل: رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 12: 9.

الجزء (23)

وما لبث أن فاضت مياهه بعنف لفرط جمالها: هكذا تذهب أسطورة هذه البئر، وأصل الأسطورة يرجع إلى امرأة اسمها لطيفة، وتجدر الإشارة إلى أن بيت الكريتلية قد استحال اليوم إلى متحف جاير أندرسون.

الجزء (24) 

- "وأشهد أن شيخ الأزهر إبراهيم الباجوري لم يَرْضَ لنا مثل هذا الضيم": رفض شيخ الأزهر إبراهيم الباجوري أمر عباس حلمي الأول بتسريح الأقباط من المناصب المهمة، ونفيهم إلى السودان، وكتب إليه في هذا قائلا: "الحمد لله الذي لم يطرأ على ذمة الإسلام طارئ، ولم يستولِ عليه خلل، حتى تعذر بمن هم فى ذمة الله إلى اليوم الأخير،.. فلماذا هذا الأمر الذى أصدرته بنفيهم؟".

- "وهل الحواتية ينفعون؟": دأب الوالي عباس حلمي الأول على تقييم الأمور بطريقة ينفع أو لا ينفع، فإذا وجدها لا تنفع وفقا لما يراه ألغاها (وعليه أُلغيت معظم المدارس في عهده ولم يبقى إلا النزر اليسير)، وأما إذا وجدها تنفع أبقاها !

- القديس يوحنا ذهبي الفم: أو يوحنا فم الذهب، كان بطريرك القسطنطينية واُشتهر كقديس ولاهوتي، عُرف باليونانية بـ«ذهبي الفم» لفصاحته وبلاغته، إذ كان تلميذ معلم البلاغة الشهير ليبانيوس.

- بولس الرسول: بولس الطرسوسي أو القديس بولس،  هو أحد قادة الجيل المسيحي الأول، ويُنظر إليه على أنه ثاني أهم شخصية في تاريخ المسيحية بعد عيسى نفسه.

- "إِذًا، مَنْ زَوَّجَ فَحَسَنًا يَفْعَلُ، وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ.": (1 كو 7: 38).

- طريق الملائكة: وصف القديس أثناسيوس الرسولى أشهر بطاركة الإسكندرية - وصف هذا القديس البتولية (عدم التزوج) بطريق الملائكة.

الجزء (25)

- مدرسة الخانكا: كانت على رأس المدارس العسكرية في عهد محمد علي باشا، وأُنشأت لتخريج ضباط مجيدين للإدارة الحربية، واللغات: العربية والتركية والفارسية.

- سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن،.. إلى آخر الوارد في النص: (مت 5: 38- 48).

-  مر على إنيانوس سبعة قياصرة هم: نيرون، وجلبا، وواثون، وفيتليوس، وسباسيان، وتيطس،  ودوميتيان.

- تيموثاوس: هو رفيق بولس الرسل ومساعده، وأحد الذين آمنوا على يده.

 

 اقرأ أيضاً :