روايات، استمتع بأفضل روايات الرومانسية وروايات الرعب وروايات التاريخ في موقع واحد.

روايات، استمتع بقراءة والاستماع لروايات الرومانسية والرعب والتاريخ والخيال العلمي والبوليسية،

عشرات القصص المثيرة والحكايات في انتظارك.

2024/12/12

جمهورية الأرض

                            الفصل الثالث: جمهورية الأرض


استمع إلى الفصل:

- ماذا تحب من الموضوعات؟

- أحب الحديث عن الأدب..

- أشهر الأدباء في بلادنا لم يشتهروا حقيقة لبراعتهم، أو قدرتهم على الصياغة والسبك، ولكن لأنهم نجحوا من طريق السينما أو السياسة أو الصحافة..

- هذه حقيقة لا غرابة فيها، جمهور السينما والسياسة هو أكبر بأشواط من جمهور الكتاب المحدود..

- أي صنف من الروايات تحب؟

- الروايات التاريخية، ربما.


- أكثر الرويات التي تتحقق لها الشهرة في هذا الباب لابد أن تقدم رؤية قومية للأحداث، قرأت رواية "ثلاثية غرناطة"، هذه رواية رائعة الصياغة، ولكنها لم تقدم إلا سردية دينية لما وقع للمسلمين في الأندلس،.. ثمة رواية حديثة اسمها "أوراق شمعون المصري" تقدم رؤية دينية ضيقة لهجرة اليهود. المشكلة هو أنه لا يوجد من يهتم بالحقيقة حقاً.  يجب أن تصرخ في أذني، أن تقدمني كضحية لأقبل بك.

- ما العجب في هذا؟ يجب أن تعزف نغمة متجانسة لنقبل بك عازفاً في الفرقة الموسيقية.

- ماذا لو أن آلاتنا الموسيقية تنشز منذ قرون؟

- لماذا تعيدنا إلى هذا الحديث؟

- هل وجدت من ينشر رواياتك؟

- لم أجد من يتحمس لها.

- ربما تجد لها ناشراً في جمهورية الأرض.

- سخيف، أنت رجل سخيف.. أنت لا تفهم شيئاً، قطاع كبير من الناشرين تحولوا إلى لصوص بعد أن يئسوا من سوق الأدب، إنهم يتكسبون من الكاتب لا من المشتري،.. هناك دور نشر شهيرة تطلب من الكاتب أن يكتب تعهد بعدم إرسال عمله لدار أخرى، واحدة من هذه الدور تقبل نسبة نصف في المائة من الأعمال المرسلة، هذه نكتة، والمذهل أنني أرسلت إليهم عدة أعمال، ولن أكف عن إرسال أعمال أخرى،.. بعض المسابقات الأدبية يستبعد المقيم فيها الأعمال بناء على ضعف صياغة الإهداء، وبعضهم يقعون في مغالطة منطقية اسمها الاحتكام للسلطة، بحيث تفوز روايات الكتاب المشاهير أو أصحاب السير الذاتية الجيدة،.. هناك الأسوأ أيضاً : ناشر معروف في وسط البلد، اتهم في قضية اعتداء على شاعرة شابة.


- هذه جريرة من يدفعون المال لنشر أعمالهم، لقد خلقوا سوقاً وهمياً، المعروض فيه أكبر بكثير من الحاجة.

- ماذا يفعل هؤلاء الكتاب بعد أن أغلقت في وجوههم كل الأبواب؟

- هل هناك جدوى حقيقية من الكتابة أو الثقافة؟

- لقد توقفت عن الكتابة لفترة، السبب الوحيد الذي أعادني اليوم هو انقطاع الإنترنت.

- من تحب من الأدباء؟

- نجيب محفوظ، العقاد، توفيق الحكيم..

- هل تدري أن نجيب محفوظ لم يكن ليحقق هذه الشهرة الكاسحة لو لم يكن ثمة هذا الجانب الجنسي لشخصية أحمد عبد الجواد في "الثلاثية"؟

- لديك تفسيرات عجيبة لكل شيء، لقد اشتهر الرجل للاقتداره ككاتب، البيئة الثقافية الثرية في هذا الوقت أتاحت له فرصة البروز.

- الثانية (البيئة الثقافية) أقوى من الأولى.

- لا أحد ينجح دون سياق.

- قيراط حظ ولا فدان شطارة.

- بعض العصاميين يصنعون السياق بأيديهم.

- هذه هي القصص التي تصلك أخبارها، في كتب التنمية البشرية لن يحدثوك عن آلاف قصص الفشل، وسيحدثوك عن بيل جيتس واحد،.. هذا هو الفارق بين القصاص والمفكر، الأول ينتقي الحوادث التي تصنع قصته، والآخر يتفكر في كل ما حدث بعين المحايد..

- ماذا ستجني من وراء كل هذه السلبية؟

- لا يوجد شيء يشوه الحقيقة مثل التفاؤل.

- ستعيش متشائماً لترى الحقيقة؟

- الحقيقة تستحق،.. هكذا عاش الفيلسوف شوبنهور..

- لماذا نسميه بفيلسوف أو أي شيء إذا كان عدمياً؟ الرجل لم يكن يرى الجدوى من أي شيء.


- كم ثمن الكتاب اليوم؟

- قبل السؤال أم بعد؟ الأسعار في بلادنا تتغير بمتوالية هندسية.

- كم ثمنه؟

- 100 أو 200 جنيه حسب الحجم والتغليف.

- هذا كثير جداً.

- أجل.

- لماذا تتوقع أن ينشروا لك كتاباً بـ100 أو 200 جنيه ولا يعرفك أحد؟

- هل ينشرونني أم ينشرون ما أكتب؟ سأكتب قصة عنّا، سيكرهك الناس.

- لا بأس، لا يبكي على الحب إلا النساء.

- الآن عرفت سبب هذه السلبية، لا يوجد امرأة في حياتك،.. حالة الأدب جزء من صورة أكبر.

- أي فترة في التاريخ تحب أن تعود إليها.

- مصر الفرعونية،.. الملكية أيضاً.

- في مصر الفرعونية كانت الأمور تدور حول نرجسية الحاكم، تخيل أن تسوق آلاف إلى حتفهم لتضمن لنفسك الخلود في عالم آخر.

- كيف ستعيب في الملكية أيضاً؟

- هذه فترة "النصف في المائة"، الموت بالسل على أنغام ليالي الأنس في فيينا.

- ماذا عن يوليو؟

- هذه فترة العدد على حساب النوعية.

- والعثمانية؟

- التخلف تحت عباءة الدين. 

     اضغط على رابط الصفحة الرئيسة لمزيد من الموضوعات : روايات قصص

 اقرأ أيضاً : 

الفصل الأول:   غصن زيتون ومسدس

الفصل الثاني:  في قبضة الأقدار

الفصل الرابع : أن تطلب الحب