روايات، استمتع بأفضل روايات الرومانسية وروايات الرعب وروايات التاريخ في موقع واحد.

روايات، استمتع بقراءة والاستماع لروايات الرومانسية والرعب والتاريخ والخيال العلمي والبوليسية،

عشرات القصص المثيرة والحكايات في انتظارك.

2024/12/02

أنصت إلى الناي يحكي حكايته

             الفصل السابع: أنصت إلى الناي يحكي حكايته



في بيت يوسف..

أحس يوسف بعد انتقال سميحة إلى بيت ألكسندرا بالعوايد فراغاً اجتهد ملياً في أن يملأه، إنه يقعد إزاء رقعة الشطرنج محركاً قطعها العاجية لساعات طوال يلاعب نفسه مجتهداً في خلق الإثارة، فيهب لكل لاعب أسلوباً، إنه يأخذ يصرخ يقول :"هذه من نقلات كابابلانكا للأبيض، والأخرى لأناطولي كاربوف اجتبيها للأسود.."، ويتسرب الوقت من العشاء إلى الفجر فالضحى ووجهه منكب على رقعتها ذات النمط الشبكي، حتى إذا أتته حركة نابهة أفعم بها ذهنه فعلا صوته يقول :"يالها من نقلة ألمعية.." متناسياً حقيقة أنه الفائز والخاسر، لقد كان يعيش بلا حافز حقيقي وإنما بقوة القصور الذاتي، إنه أشبه إلى من تورط في تذكرة فيلم لم يفهمه فمكث يتابع هذا المعروض بأقل شغف ممكن ريثما تضاء الأنوار، لقد استحالت حياته - على وفرة ما بقي له من مال وسلامة ما أوتي من صحة - عرضاً سخيفاً، إن نظرة وحيدة إلى عفاف التي كانت يوماً تملأ مقهى الفنانين بصوتها الشادي وعرضها المدهش - أقول نظرة إلى زوجه المستلقية مسبوهة اللب كفيلة بأن تذهب بأطنان من النعمة وتمحق استمتاعه بالإتراف، وما من شيء هو يسحق المعني كما يفعل المرض، إنه شر فوق شر الموت نفسه من حيث هو أشبه إلى تعذيب قدري طبيعي، وقد أجحفت المرأة حين طردت من لا يستحق السوء، حتى لقد يخيل إلى الرجل أن زوجه ما مسها الخرف إلا في هذه المسألة، وما نال منها الداء إلا حين استكبرت على مهيضة جناح كسميحة،.. وعاد يزور أطفال دار الأيتام عله يشحذ طاقته، لقد قلب ناظريه في الوجوه عساه أن يجد سميحة أخرى بشعر خشن، يقول لهم أمام المعلمة الجديدة :

- أعزائي الصغار،.. لن أعيد على أسماعكم ما قد ألفتم مراراً على أن تسمعوه دائماً، ولكنني أقول الآتي : إن بعضاً من الفردانية قد تكون مفيدة في المجتمعات البشرية، ولو فكر كل امرئ في صالحه فسينهض المجتمع جملة، ولو قسم كل البشر ما لهم على كل البشر لأنتجنا مجتمعاً من البائسين، بعض الخطوات الجريئة تحرك عجلة المجتمع وتنير إيمضاته الألمعية، فكروا معي في الأمر، وإنني إذ أحدثكم حديث الرجال على صغركم فلأنني موقن بأن ثمة حديث صحيح واحد ينبغي أن يسمعه الجميع، ولا يهم أن يفهم المتلقي من الحديث أكثره إذا كان أكثره على صواب : إن وجود المجرمين يخلق النظام القضائي، وبذخ الحفلات يفيد منه أصحاب الأزياء، وحتى الزلازل قد يشاد على ركام ما تصنعه من دمار عمران هندسي يقيم أود المقاول وينتفع بأجره المهندس، ولو انتفت العلل من الوجود لشقي الأطباء وشركات الأدوية من ورائهم، ولو لم تغرق الماخرة الإنجليزية العملاقة، عابرة المحيط، تيتانيكRMS) Titanic)‏ ما أعادت البشرية النظر في إجراءات أمان السفر البحري،.. وهلم جرا، إن الأخطاء تتلاغى فلا يبقى إلا ما ينفع الناس، لا يوجد شيء فاسد حقاً في هذا الكون، وإنما كل شيء طبيعي، إن الأشياء بتناقضاتها الظاهرة تصنع - ولو كانت هذا على حساب تطلعنا البشري المقصور - بانوراما كوننا الثري وحقيقته الغنية،.. أعزائي !

ومضى يوسف وقد أطلق لسانه بالحديث يذكر للجلوس قصة خلية من النحل فسدت بنبذ العناصر الفاسدة فيها، وسط عجب السامعين للطرح المغاير، وما كان لأحد أن يكبح جماح صاحب الدار، وتحسنت نفسيته بسرده لنماذج الحكمة المتوارية وراء الأرزاء الظاهرة، وانبسط تحت ستار من الكدر كالمعجب بنفسه المختال بها، ومضى يقترب من فتاة بدت أنها بجسدها فوق البقية من الأتراب الصغار، كانت الفتاة توليه ظهرها وطفق يقول :

- ما من نقيض ونقيض، الأضداد وهم محض، وإنما هي ألفة وانسجام وبناء واحد، إنني أرى من يقول : فلننزع كل شر ولا حاجة بنا إلى الألم، وأقول : لو أننا نزعنا الشرور لانتهينا إلى وجود فاقد المعنى،.. من ذا يريد وجوداً بلا حراك أو عراك؟

وبوغت الرجل بعدد من الأطفال يرفعون يدهم، فتولى عنهم ثم أزاد يقول:

- البشر يزعمون أن بتر أشجار غابة كاملة وإشادة مساكن للآدميين محلها هو عمران، إنه عمران من رؤية بشرية، خراب من زاوية مخلوقات الغابة التي لا يُلتفت إليها، إن تسيد الإنسان غير المنكور للبسيطة جعل اهتمامه مقصوراً على نوعه، كان أبقراط يقول :

-"العمر قصير، والصناعة طويلة، والوقت ضيق، والتجربة خطر، والقضاء عسر..".

 وإن حديثه لذي بلاغة إذ هو يصف عهداً ماضوياً بما يناسبه، واليوم صرنا في فسحة حضارية ورحابة من القدرة نستطيع في وجودهما أن نؤسس رؤية لعالمنا هي أقل أنانية..

وهناك تبين له وجه الفتاة فجعل يقول :

- سميحة؟!

واقتربت منه المعلمة التي طالبت الفتاة بالوقوف لـ"زائر الفصل المهم" تقول :

- سيدي، ما هي بسميحة، فلتحدثي الأستاذ يوسف عن نفسك..

ومكثت الفتاة الصغيرة تتحدث في اضطراب فيما كان يوسف قد شرد عنها ملياً، وقال وهو يأخذ ينصرف بغتة عن محيط الفصل :

- إنني لمعتذر..

آب يوسف سريعاً إلى زوجه وقد ود أن يبثها حاجة البيت إلى خادمة تنهض به، كان يشقى بالحديث إليها، وتخيل أنه يقول لها في فورة عصبية : "أقسم أنها الحاجة لا غيرها.."، عبر الرجل برقعة الشطرنج العاجية التي كانت قطعها على حال من الانتظام الذي يليق بالافتتاحية ودلف إلى حجرتها وقد عزم أمره، وجعل يقول أول دخوله على سريرها:

- "الأسف يغمرني، كما يغمرك، ولكن انتداب الخادمة اليوم ضرورة، وقد تقولين بأنني أتذرع العذر واختلق المسوغ كيما أعيد سميحة، ولكنني أقول بأنني سأرضى بالخادمة التي تحددينها أنتِ، ولتكن شمطاء بلا أقل حسن جشاء الصوت كالرجال..".

ولم تجبه المرأة فجعل يزيد :

- "أعذريني، لقد ولى زمن الحب بانقضاء فورة الشباب، وإني لأعجب من عقل يصور لكَ ما لا جذر له، لقد صرت شيخاً، إن كل من جاوز الخمسين هو شيخ، وإنني شيخ، بل حتى أكبر، ستحتاج معاجم اللغة إلى مفردة جديدة تحدد بها عجزي، إن لي لا يزال قلب طفل ولكن اللغة ألحقتني بهتاناً بالشيوخ..".

وابتسم في فتور وحزن، كانت زوجه قد رحلت عن عالمه، وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة رقيقة هي في رقة كنسيم الزهر، لقد رأته المرأة يتحدث إليها في ثوب جسدها، وقد بقى وعيها شاهداً بلا جسد، وما أحب الصمت لمن أمسك بناصية حديث ! وما أشقاه إذا عدم اللسان وفرغ العقل !  لقد شرع يتحدث طويلاً وقد شجعته الابتسامة على الإسهاب، حتى إذا أدرك وفاتها مرق من الباب كمن مسه شيء مضطرباً كل اضطراب، واصطدم برقعة الشطرنج العاجية وقطعه فأسقط الجميع، وتدحرج الوزير حتى دلف إلى الحجرة التي خرج منها في حركة عجيبة أشبه إلى حركة سمكة نطاط الطين، وقصد إلى العوايد - كأول ما خطر بباله من مقاصد - يبث سميحة مصيبته، ولكن الفتاة استبقته تقول :

- ربَّاه، سيدي يوسف ! لقد وضعت ألكسندرا مولودها، وسنسميه بجاهين.

هناك حار المكلوم بين هاتف الموت والحياة فانهار في أحضان الصغيرة منتحباً باكياً.

   اضغط على رابط الصفحة الرئيسة لمزيد من الموضوعات : روايات قصص


في السيوف..

رضيت صالحة بشهادة الشيخ فوزي في قضية نسب زوجها، ووضعت حديثه في خانة :"وشهد شاهد من أهلها.." وقد أراحها ما انتقل إلى علمها فماً لأذن، إن رؤوفاً نجل مراد إذاً وقد اشتغلت أمه نرمين ببضاعة الجسد قبل أن تنيب، وتواعدت المرأة على لقاء زوجها لدى كوبري أبيس الجديد رفقة أروى وصالحة، وقالت له :

- بحق الصغيرتين، لا مزيد من الأسرار..

وقالت أيضاً :

- خشيت من أن تحتمل الغيرة فوزي فيدلِّس في شهادته.

وقال رؤوف وهو يشيح وجهه :

- لا تحدثيني عنه..

وقالت :

- إنني أذكر لكَ واحدة من مناقبه..

- أبعديني من سيرته بمناقبها ومثالبها، واميتي الباطل بهجره..

واندمج رؤوف في حياته الجديدة بحي السيوف فكان كثير التردد على أرض الجيش هناك، يطير الطائرات ويصطاد العصافير ويلعب الكرة كجناح مهاجم أيمن - لكونه أعسر القدم - رفقة بعض أصحابه الجدد الذين شكلوا "أمهر فرقة بالسيوف"، وكان رؤوف محباً للسجود في أعقاب تسجيله للأهداف وقد شغلته الرياضة عن الإمامة، وبح صوته في متابعته لمباراة "عدالة السماء" بين مصر وبين هولندا بكأس العالم،.. وتواترت الأيام دون أن تسمع صالحة شيئاً عن سيرة الشيخ فوزي، وقد أكبرت للرجل شهادته الأخيرة لها فودت لو تشكره لتجرده، فلما أرسلت صبياً إلى مقهى فرعون - مجلسه القديم - يسأل عنه لقاء ريال من الفضة، حدثها عن رؤيته لصنايعية هم أخلاط من الصعايدة الشيالين بالوكالة، وعمال البناء، من وراد المكان يتابعون مسلسل ليالي الحلمية دون أن يعثر للشيخ هناك على أثر، وسألت عنه أباها هزاعاً الذي أجابها يقول في وجه متغضن بالحزن :

- لقد تغير الشيخ كثيراً، انكفأ على نفسه، ولم يعد يأتينا من فضله قليل أو كثير،.. حقاً لا شيء يبقى على حال..

زارته صالحة رفقة رؤوف - بعد إلحاحها عليه بالقبول - في بيته بالعامرية، كان باب بيته غير مقفل، ودلفت إلى محيط بيته المعبق بالبخور، فعجبت له يقول :

- أهلاً بصالحة..

ودلف رؤوف على استحياء، فأزاد يقول كأنه البصير بموقعهما :

- وزوجها..

وقعد الرجل وامرأته أمام الشيخ الذي كان خفيض الرأس أمام مجمرة من الفحم هي وعاء من فخار، وهال القاعدان أن يرا الرجل على حال من النحول والهزالة، ورفع رأسه - بعد مدة أكثر من اللازم - حتى صارت ذقنه الكثيفة في تداخل مع الأدخنة القوية الصاعدة، وسألهما عن الغاية من زيارتهما فأجابته تقول :

- جئنا نسأل عن أحوالك..

وصمت أطول مما يجب - وقد بدأ اثناهما يعتادان طريقته المتأخرة في الجواب - يقول :

- لست بخير..

وصمت الاثنان أمام جوابه حتى أزاد متطوعاً بعد أن قلب الفحم الذي أمامه بأداة أشبه إلى ملاقطِ الشِّواء يقول :

- رأيت وجه الموت ومنذ ذاك زهدت في الحياة، لقد قصدت إلى مكة أقيم شعيرة الحج في يوليو من هذا العام، وفي نفق المعيصم رأيت الحجيج يتدافعون ويتزاحمون، لقد أمكنني أن أميز حقيقة أن كثيراً منهم هي آسيوية، كنت وسطهم، وقد انبعث في الأجواء غازات سامة كالخردل، أجل، لقد مات الآلاف في حادثة منى.

وتدخل رؤوف يقول متأثراً بما عايشه من فتنة العامرية التي كان الشيخ سبباً فيها :

-  كنت أحسبك لا تبالي أمام الدماء.

وهبَّ فوزي من فوره وفي جلسته حتى تموجت لهائب الفحم متأثرة بطاقة أنفاسه يقول :

- ويحك ! أتراني كالمتنبي حين قال عن نفسه : "شيخ يرى الصلوات الخمس نافلة،.. ويستحل دم الحُجّاج في الحرم؟" حاشا لله.

وصمت المنفعل ملياً فعاد اللهيب إلى استقراره الأول، ثم أردف يقول وقد بلل ماء العين جفنه :

- كان من بين الموتى تلميذ لي، الحق أقول لكم : كان واحداً من أنجب  تلامذتي، أعلى الله مقامه في دار التهاني..

وسألته صالحة وهي تهب محيط البيت نظرات عابرة فتبصر خلوه من البشر :

- وأين سائر تلامذتك؟

فأجابها يقول وصوته ينتقل من النحيب إلى الاعتدال وبنبرة محفوفة بالغبن :

- أكثر تلامذتي انصرفوا عني لأنني صرت "متشائماً أكثر من اللازم" بوصفهم، لقد أزعجهم حديث الموت وقد كان أكثرهم في غمرة الشباب التي تعمي زهوتها البصائر عما بعدها من أحوال، وأما قليلهم الوفي فيعودونني بين آن وآن، ما عدت أؤدي الإمامة بمسجدي وقد تركتها لهم مما تركت من شكلانيات الحياة الزائلة، وقد نحل الحزن والصيام بدني..

 مكث الرجل يسبح بمسبحة هي من خشب الأبنوس وقد أزاح مجمرة الفحم قليلاً، ونهض الرجل - كالمتذكر - فوهب ضيفيه مسبحتين من خشب الصندل كهديتين، وجعل يقول :

- الموت قريب، لا تنشغلا كثيراً بدنياكما، وأكثرا من الاستغفار.

هناك حدس رؤوف بتغير جذري في مسلك الشيخ، ودقق في جفنيه المقرحتين، فهمس :"ما هو بالكاذب المختلق،.. ليت شعري ! أتراني أشفقت عليه؟!"، سأله :

- هلا أمكنك أن تكون إماماً لمسجد رياض الجنة؟ ولكن..

وقطع الرجل حديثه يقول :

- سأرضى بالإمامة فيه على ما به من بدع وقد كرهت اليوم أن أسلك المسلمين في سلك الكافرين، إن الله يعتمد المساهلة والمسامحة في حقوقه، ولكنه شديد العقاب إزاء التلاعب بحقوق العباد، وتجربتي تدلني على أنك لن تشعر بالسلام إلا حين ينتهي حضور نفسك، وإن أعجزك الرضا فلتصطنعه، لقد أخطأت في حقيكما..

ونهض رؤوف يقول كأنما ينطق لسان حاله : "قد جعلتك في حل.." :

- هلم..

سكب الشيخ فوزي الماء على مجمرة الفحم إذاً وتبع رؤوفاً إلى مسجده، مر الشيخ بقفص الببغاوات فأطعمه بتوصية من رؤوف، ووهبه شيء من الفول السوداني فنقر الطائر يده الملآنة التي كانت تجتهد في أن تجد لنفسها منفذاً بين أسياخ القفص، وجلس الرجل في هذا الصحن يستمع لأشعار صوفية لأمثال جلال الدين الرومي، حافظ الشيرازي، بلهي شاه، أمير خسرو، وتمثل رؤوف للجالسين إماماً، فحاولت صالحة التخفيف من وطأة الأمر : قعود الشيخ كطالب علم أمام زوجها، تقول عنه (فوزي) :

- إنه عليم بهم (أي شعراء الصوفية) جميعاً، إذ لا يُفتى ومالك في المدينة..

 وابتدأ رؤوف عزف المدروف فيعرف بها صاحبه يقول :

- ستحبه فما أشبهه إلى الناي، وكما يقول جلال الرومي :

أنصت إلى الناي يحكي حكايته،.. ومن ألم الفراق يبث شكايته !

 وتأثر فوزي ملياً بلحنه الحزين وجعل يهتف وهو يرفع رأسه كأنما يحدث الثرية النحاسية :

- الموت ! أيتها الأقدار ! رحماك ! أيتها الأقدار.

 اقرأ أيضاً : 

الفصل الثاني:   لقد طردتها !

الفصل الثالث :  لا أصدق أنكَ عازف هارمونيكا

الفصل الرابع :  متشاجري الورود

الفصل الخامس : لقد أرسلني إليكِ يوسف..

الفصل السادس: آمل أن أراه

الفصل التاسع: العودة إلى الإسكندرية

الفصل العاشر: سنصل أقرب مما نتصور

الفصل الحادي عشر: فلتمنحه لها كهدية صلح

الفصل الثاني عشر:  بات يطلب لنفسه العزلة

الفصل الثالث عشر: لا أريد التحدث عما يؤلمني ذكره

الفصل الرابع عشر:  لقد تغيرت كثيراً

الفصل الخامس عشر: الرحلة أهم من العقدة

الفصل السادس عشر:  رسالة من عبد العزيز

          الفصل الثامن عشر: شخصيتنا والقدر

الفصل الثامن عشر:  أسطورة بئر مسعود

الفصل التاسع عشر :  لقد حققت البئر أمنيتي..

الفصل العشرون :  ما وراء الصداقة