الفصل الثالث: لعلنا نتواصل روحيا
في أبي تيج..
صعد عبد المجيد ربوة الريف - بعد أن
تدارك حزنه على رفاعة - يريد أن يبث الريفيين مَرْثَاة الرجل ويُشَرِّع عقوبة
الجناة، وافتتح حديثه تحت حَرُور الشمس يقول فيما يمسك له مساعده مؤنس بورقة فيقرأ
ما فيها من مُهم المسائل :
- إننا لنذرف الدمع الهتون حزناً
وكمداً، أجل، دمع لا يجف ماؤه كبحر قزوين على الفقيد العزيز الذي حمل شعلة التنوير
فأراد خصومه أن يطفئوا أنوارها البهية بأفواههم وابتسروا مسيرته قبل الأوان، وإن
زهرة المشائخ قُتل قبل أن يشيخ، وقد دلنا المائت - على قِصَر ما شاركنا من معاشه -
على ملامح الإرشاد وأمارت الهدى وسفينة نوح، وأراد أن يخرجنا الحبر، البحر، واسع
الدائرة، جماعة العلوم، من رائحة السراديب إلى أريج المستقبل، ومن مضايق الجهالة
إلى فسحات العلم، لقد قتل تلامذة الشيخ حمروش نجله، ويصدق فيهم القول : الباطل
أعور لَجْلَجَ، والحق مبصر أَبْلَج، وقد ورد على ألسنة تلامذته وأحبائه أنهم رأوه
في المرائي والمنامات عملاقاً، ثم أن أحدهم سأل النبي عنه فأجاب : "قتله طلبة
جهنم.."، ولن نزكيه على عمر وعثمان وعلي والحسين وجميعهم قتلوا ظلماً وغيلة.
وكان في محيطه، أسفل الربوة، رجال
منهم من يمسح أنفه ومنهم من هو منشغل عنه، ومنهم يتثائب ولعل عبد المجيد قدَّر أنه
إنما يتحدث بالخطاب الصحيح إلى غير أهليه، وإذ لاحظ الرجل منهم هاتيك السفاسف
والتوافه فقد مسح عرقه المتصبب على جبينه العريض، وأما الشمس الحامية فتأخذ تزيد
حرارة بدنه في عباءته الصوف فتحيله إلى كتلة ملتهبة، ثم أزاد يقول في نبرة أشد :
- وقد رأينا بعد مشاورة أن نطبق على
القتلة عقوبة التجريس ثم القتل.
وفصَّل الرجل في تصوير الطريقة
المهينة في العقاب، هاته التي بدأت أول ما بدأت منذ العصر الفاطمي : من ركوب المذنب حماراً بالمقلوب، مروراً بإلباسه
رداء الشهرة، ووضع بعض الخرق الملونة وطرطور على رأسه، وحتى دهن وجهه بالقار أو
الجير، وقال أيضاً (عبد المجيد) :
- سيحمل مساعدي مؤنس - باعتباره
ممثلاً للسلطة - الجرس وسيسير به قرب المعاقبون، كالعادة حين تجري، إن من زعم أن
يد العدالة في أبي تيج رخوة أو كليلة كذب كِذب الشمطاوات !
هناك أغلق مؤنس كتابه وهبط كالمنحني
تأدباً - فوق هبوطه الذي كان يلازم بناء جسده المحدودب - يقول في امتثال يأخذ صورة
النفاق :
- على الرحب والسعة،.. سيدي !
ومكث بعدئذٍ يردد :"ما عليكَ من
ملام سيدي،.. لله محامدك الغر! سبحان من وهبك الآلاء والمقدرة،.. أن تحيل بحسن
صنيعك ونفاذ تدبيرك المعدن الخبيث إلى الذهب الإبريز !"، وهو يأخذ يعود إلى
حالته الأولى، وكانت بدور بين الحاضرين فانقبضت لسماع أحوال العقوبة المهينة، وقدرت
لها نتائجها المقلقة فزادت فزعاً على فزع، وعزمت أمرها على التردد إلى مكتب زوجها
كيما تظهره على حقيقة ما بنفسها تقول :
- بربك.. ألم تجد غير التجريس عقاباً
لهم؟ إن لهم أهلاً يغضبون وينفرون، وبعضهم (أي قتلة رفاعة) كانوا أصدقاء لكَ في
حلقة درس الشيخ المنفي حمروش، أعني ولا تعتبر فضولي تدخلاً : لماذا لم تكتف بالقتل
وهو رادع في ذاته لا مزيد عليه؟
وكان عبد المجيد يضع عمامة رفاعة
جنباً إلى جنب مع فأس الزيتون، فالتفت عن الاثنين إلى امرأته يقول في استهتار وقد
بدا أن الرجل قد استرد ميسمه النرجسي المتعالي بعد تجاوزه النفساني لمحنة فقدان
رفاعة:
- لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها،
مثلما لا يضر المعدوم تجريسه.. سبحان من بث فيكِ حمية الواجب ثم حبب إليكِ تخفيف
العقوبة !
- بل قُل أوجد فيَّ باعث الحذر والإنصاف.
وأجابها مختالاً يقول :
- الحذر مما لا يناسب طبيعة الحكم،
وأما الإنصاف فإني به عليم.
وجلست على الكرسي المقابل تقول :
- لقد كنتُ (تريد نفسها) بين جمهرة
الربوة حين جعلتَ تذيع مَرْثَاة رفاعة، وقد تلمحت هناك أن عدد من حضرو ليستمعوا
لكَ هم نفر منذور، ثم أنك تمضي في طرقات الريف بلا حراسة، و..
وقاطعها وهو يأخذ يمسك بفأس الزيتون
كأنما يستقوي به على حديثها المثبط يقول :
- لم يحضر نفر كثير لمَّا كانت الخطبة
في وقت مشمس ذي صَهَدَ، وقد كان خطاباً مُسْئماً مُبْرِماً لمَّا كتبه مؤنس لي، إنه
في مرتبة متابعة لعبة الجولف من هذه الجهة، وأما بخصوص المشي بلا حراسة فإنني مؤمن
متوكل، آمن ما دمت أتحرى العدل في الناس، مثلما كتب الهرمزان شعره في الخليفة عمر،
هل أتاكِ خبره؟!
وقالت في انفعال كالجمر يخرج من فوهة
بركان :
- لقد قتل المجوسي (تريد أبو لؤلؤة
المجوسي) عمراً نفسه بعد قصيدة الهرمزان، ولعين السبب الذي مدحه بسببه الأول (تريد
مخالطة الرعية دون حرس أو إجراءات حماية).
ودققت في عينيه ملياً فألفته هائماً
في سحابة نرجسية، ولعلها تبينت العبثية والجهد المهدور في أن تحدث من انطوى على
ذاته واكتفى بها، ومن الهزل كيف كانت أسباب الرجل التي صيرته إلى حالته المتعالية
جميعاً تفرغ عن منطق دائري، كأن يحدث نفسه فيقول : "إنني عظيم لأنني مشتمل
على أسباب المجد"، ونحو ذاك من ظواهر السخف.. ومرت المرأة (بدور) في عودتها
إلى ديارها بتجريسة الحمار، ثمة من يطلي الوجوه بالقار ومن يتجمع لرؤية الحدث من
بسطاء الريف، وحققت (بدور) في هيئة مؤنس الذي كان يمضي بهذا الجرس غير بعيد، كأنه
روح مسلوبة الإرادة منطوية على الجبن والخوف ولكنه يخفي أمراً، وهمست في نفسها
تقول في مرارة :"سيكون لهذا الأمر ما بعده،.. وبكر ! أحد عشر عاماً مرت على
تركه للمدينة، وخمس انقضت على اختفائه عن الريف، لقد شَغَّبَنا وفتننا،.. أَيَّانَ
يعود الابن الضال إلى حضن الريف؟!"، وآبت المرأة إلى ديارها دون أن تتركها
هواجس نفسها، ومرت بحديقة يعترشها النبت الأخضر والياسمين، وارتقت في دَرَج هو من
الرخام آية على الأبهة التي أحاطها عبد المجيد بنفسه وبمحيطه، وراحت توقظ تسنيم من
قيلولة العصاري عسى أن تبثها بعض ما في قلبها من هواجس، وقد طوى الزمان حروق
الحادثة المشؤومة - حادثة انفجار الوابور النحاسي - عن محياها الشائخ فما عادت
تترك فيه من علائم إلا طفيف الأثر وخِفَاف الضرر، ولكن بدور ألفتها على حال من
الابتسام، الابتسام بلا حراك ولا روح، وسمعها الخفراء تهتف : "لقد قضت أمي تسنيم
نحبها !"، وقيل :"ها قد حل يومها وتحتم..".
في كرموز..
كانت محنة مراد المرضية قد أهلكته في
عمره المتقدم، ومضى الرجل - كعادة العجائز - يتذكر ماضيه بكثير من الفخار
والاعتزاز، وكان يلخصها فيقول :
- ولدت بلا أبوين معروفين فأنجبت الولد وصار لي الحفيد، ونشأت في
أحضان المرارة حائزاً العدم فانتهيت مالكاً لورشتين، لقد صرعت فقري وجندلت حاجتي
والمال يشتري ثلاث أرباع السعادة إذ ملك صاحبه العقل الرصين الذي يديره به..
كان مرض الرجل مبهماً غير مرصود في
جداول الأدواء المعروفة، وأقنعته أميرة التي قصدت إلى إحدى السحرة - بعد إخفاق
الأطبة - بأن عفريتاً يتلبسه، وكان الرجل في خواتيم عمره هاجراً لمعظم
الميتافزيقيات وبلغت به الواقعية مبلغاً بعيداً، إنه يردد :"أريد أن أواجه
مصيري بجسارة، إن هذا خير من أستتر وراء وهم.."، وأقامت له المرأة (أميرة) -
على كره منه - زاراً بطقوسه الشعبية ورقصاته ودقات طبوله وترديد كلماته وحتى أدخنة
بخوره، بعد إذ استقدمت جماعة من دراويش الدرب الأحمر يؤدونه، وذبحت الفرقة
القاهرية دجاجة بيضاء كيما تخلصه من هاته الروح الشريرة التي تسكنه وتقربه من
الأسياد في الذروة المسرحية للحدث المريب، فيما كان الرجل يشاركهم أحوال هذا الخبل
(بوصفه) مشاركة المضطر، هذا كله دون أن تتحسن حالته قيد أنملة،.. وزاره رؤوف فسأله
الأب في صوت محمل بالانفعالية :
- ما مرضي؟ وما طبيعته؟
وهبط رأس الابن يقول :
- الطبيب أظهرني على حقيقة أنه فيروس
نادر حار الأطباء في تشخيصه (ثم في يأس وضغط ضعيف على مخارج الأحرف..) بعض
الفيروسات خلقت فذة كهذا الذي أصاب جسد المغني محمد فوزي.
وأجاب مراد في انفعالية لم تخبُ ولم
تتراجع :
- بني، أتعرف ما آفة البشر وكعب
أخيلهم؟ أنهم لا يقنعون بأنهم يؤدون أدواراً في قصة لم يكتبوها، ولو رضي كل منهم
بموقعه فيها لسعدوا.
وقال الابن في صوت مثقل بالمرارة :
- ليست القناعة بحيالها أو برأسها هي
المشكل، أحياناً تبدو الأمور وكأنها في سعي غير هادف، أعني كأن لا قصة وإنما هي
تتابع أحداث تتحرك بحكم طبائع الأمور، هذه الآفة الحقة التي تبرز بشدة فوق أديم
الأرزاء والإخفاقات السخيفة كالعبثيات، بمقدورك هنا أن تنفجر من الضحك أو أن يحفك
اليأس،.. ثم كيف تطلب من الأعرج والكسيح والأعمى أن يقنع بدوره؟ أنى لفاقد هبة الحركة
بعد امتلاكها كالمصاب بداء العصبون الحركي ونحوه أن يسلم لواقعه الجديد في القصة التي
يلعب فيها دوراً هو على هذه الصورة؟ إن الأمر ليس على هذه البساطة.
وأجاب الآخر في حس رشيد :
- إنه لا يملك سوى التسليم سواء قنع
بالأمر أو لا.
وكان من عجيب الأمر أن المريض كان على
حال من القبول والرضى بابتلاء القدر فوق زائره الذي كان يشعر بالغبن وغمط الحق،
وقال (مراد) :
- إن القناعة قرار باطني والإنسان
وديعة المقدور، ومن غلبه الجزع أوبقت دنياه وآخرته،.. إذا كان القدر كاتباً جيداً
فلابد أن لديه مأرباً في إقعاد القادر وعلة وراء ترمل المتزوج وذريعة خلف يتم
الابن،.. وإذا هو غير ذلك فلا جدوى من أي شيء، إننا جميعاً واقعون في أسر ما يخطه،
ماضون في فلك خياله، ولا مهرب من هاته الحقيقة.
ولم يتوافق حيدث الأب ونفسية ابنه،
فقال :
- بئس طب اليوم ! يعجزه الزكام ويشق
عليه مجرد تشخيص المهلكات من العلل.
وأجابه مراد ببيتن من الشعر منسوبين
إلى ابن الرومي وكان ذهنه لا يزال حاضراً :
- غلِط الطبيب عليَّ غلطةَ مُوردٍ..
عجزتْ مَحالتُه عن الإصدارِ
والناس يَلحَون الطبيب وإنما... خطأُ
الطبيب إصابةُ المقدار
وقال رؤوف :
- من الجيد أن يحمل مريض روحاً كهاته
التي تتحدث بها.
وقال الآخر :
- لعلك تشعر بما أقوله أكثر حين تغدو،
ولا قدر الله، في مثل موقعي.
وأشار رؤوف إلى قرب موت محدثه دون
تصريح يقول :
- لعلنا نتواصل روحياً.
- إنني لا أؤمن بالتواصل الروحي بين
الموتى وبين الأحياء، ولو أنه حقيقة لفعلها الساحر الهنغاري هوديني، دعني أفصح لكَ
عن أمر أكاشفك به اليوم على سرير نهايتي، إنني لم أكن صوفياً أبداً وما عددت الأمر
حقيقة بل طريقة معاش، أحببت الحديث المتزهد والظاهرة الوجدانية، والمنزع الأخلاقي
الدَّاعي إلى المجاهدة وتصفية النَّفس، والتفكر في وحدة الوجود، هاته التي قد ينظر
لها - كما ينظر للربوبية - كسبيل هروبي ونطاق رمادي من سجال الإيمان والكفر، كنت
طالباً متزهداً، أعني إن صح أن أجمع بين نقيضين على هاته الصورة، وقد أوصلتني
فلسفتي هاته إلى ما أوصلتني، كرهت من الصوفية الميتافيزيقا الخرافية واجتراح
المعاجز، والعقلية التزهدية مضادة للحضارة التي هي تُبنى بالفوائض، إنني أقف موقف
محمد إقبال الذي يحمل في قصيدته الفَقْر على الصوفية المتخاذلين،.. وقد عاشرت
أولاء القوم حيناً على عهد حداثتي فرأيت من بعضهم ما ينبذه العقل والحس، ولو طُبقت
على حالات الشفاء الإعجازي من هاته التي تنسب إلى سادتهم مثيل ما طبقه البابا
بريدكتوس التاسع من شروط ممحصة على كرامات الشفاء الإعجازي في زمنه فلن يبقَ منها (أي
من معجزات الشفاء الصوفية) شيء.
وجعل الرجل يسعل بشدة حتى جاء له مراد
بمنديل، وأردف مراد يقول :
- حتى هذا الزار الذي ارتأت أميرة فيه
خلاصي من الداء أشعرني بأني في طقس وثني للقبائل الإفريقية البدائية، وقد قيل بأن
أصل الزار طقس وثني فعلاً، وتحت عنوان التصوف فُرض الجهل إبان مصر العثمانية، وفي
أحقاب أُخر، وقد دخله الدجل من وجه أو من وجوه، لقد قرأت في هذا كتاباً قيماً،
سأتذكر اسمه،.. اليوم بت أقدر العلم، وفي زعمي إن كل ما هو علمي هو أقرب إلى
الحقيقة ممن سواه، إذ هو منضبط بضابطة التجربة وقابلية التكرار،.. هل ثمة مصادر
أخرى للمعرفة تقع خارج ظلاله المحدودة؟ ربما، ثمة معطيات مصدرها الوجد أو الحس بيد
أن أمرها يظل مشكوكاً فيه، إنها تجارب شعورية نفسانية ووجدانية أقرب من كونها
حقائق يمكن الوثوق فيها، وتشابُهها لدى البشر قد يُعزى إلى طبيعتهم المتقاربة من
جهة التكوين العضوي للمستقبلات الحسية والأصل التطوري والبيئة المتشابهة.
كان مراد قد عاد يسعل بشدة حين انتهى
من حديثه ولكنه أصر على أن يذكر اسم الكتاب الذي تذكره :
- اسمه،.. التصوف في مصر إبان العصر
العثماني،.. ولكاتب في اسمه الطويل. (يريد الدكتور توفيق الطويل).
وجعل مراد يوصي نجله على الببغاوات وذكر شيئاً
عن صديقه الأصلع جمعة الذي لم يزره في مرضه يقول :"كل أيمناه غموس، وهي بلا
كفارة،.. وكل وعوده زائفة كالبخار، وحسنته أنه أوصل بيني وبين أميرة.."، وأما
أخوة تهاني فلن يقبل بزيارتهم اليوم له وقد عرضوها عليه،.. فأوحى حديثه للآخر
(رؤوف) بأن يقول :
- إني جئت حاملاً لكَ هدية..
وحضرت عائشة التي تسللت بين الرجلين
بعد انفتاح الباب حتى قبلت رأس مراد تقول في حماسة غريبة عن الأجواء الفاترة وفي
يدها بيضة كبيرة :
- عالجنا بمثلها مريضة الجذام وكشفنا
ضرها، وستعالج بيضة النسر مرضك المجهول أيضاً !
هناك تبسَّم الأب ونجله، وقال مراد :
- لقد شفيتُ بمحضركِ، صغيرتي.
وخذلها جواب جدها - لما بدا فيه من استصغار اقتراحها - فأسلمت
البيضة إلى كرسي أبيها الذي فرغ، وكان مراد قد ترك الحجرة الحاوية على ابنته وأبيه
وطفق يهمس بأبيات ابن الفارض وهو يرقب ما يدور في المقام يقول :
وفانُ نوحٍ عندَ نَوحي كَأَدمُعي..
وَإيقادُ نِيرانِ الخَليلِ كلَوعَتي
وَلَولا زَفيري أَغرَقَتنيَ أَدمُعي..
وَلَولا دُموعي أَحرَقَتنيَ زَفرَتي
وَحُزني ما يَعقوبُ بَثَّ أقلَّهُ..
وكُلُّ بِلى أيُّوبَ بعضُ بلِيَّتي