روايات، استمتع بأفضل روايات الرومانسية وروايات الرعب وروايات التاريخ في موقع واحد.

روايات، استمتع بقراءة والاستماع لروايات الرومانسية والرعب والتاريخ والخيال العلمي والبوليسية،

عشرات القصص المثيرة والحكايات في انتظارك.

2024/12/08

لقد حققت البئر أمنيتي..

                    الفصل الثامن عشرلقد حققت البئر أمنيتي..


1993م..

أجرى عزت جراحة تصحيح تحدب القرنية بالليزر (LASIK) كواحد من أوائل من قاموا بها في مصر، واستكمل العلاج الجراحي بآخر طبيعي فاستخدم عشبة عين الجرادة في التغلب على آثار العشى الليل، وشمله نجاح الأمر المستجد بمسرة حتى أنه بدا كمن يتعرف على محيطه من جديد، وأشرق وعيه بمداد النور والأضواء بعد غيمة الضلال والزيوف، وقد حسب الشاب سميحة قبل اليوم ريانة الجسد فينانَة الشعر قبل أن يتعرف إلى حقيقتها النحيفة وشعرها الخشن، وقد صورها على ما تقدم من وصف في مخيلته التي كان يعوزها سليم الشواهد من الحواس، إنها الصورة التي ارتبطت بما كانت تبديه نحوه من خيرية وعطف، وقد ازدانت بزينة الصبوات والأشواق، دون سند لها حقيقي، وساق حنطوراً جديداً - اشتراه من فائض منحة يوسف المالية وقد استحل الزيادة له - إلى بئر مسعود - الذي لم يجد هاته المرة صعوبة في تمييزها - يسألها وهو يأخذ يترجل إلى البئر :

- لقد حققت البئر أمنيتي،.. فما عسى أن تكون أمنيتكِ؟

واحتواها الخجل حتى تعذر عليها البوح، وهامت في سبحات الطهر، ووجد عزت نفسه مضطراً إلى تبديل الحديث بعد أن بصر بأمارات ارتباكها غير الخافية، كان اليوم هو نفسه الذي هجر فيه أباه الجواهرجي، وقال لصاحبته :

- تجسدت لي مثالبه (الجواهرجي) شوهاء لا تطاق حين عدت أراها رؤيا الكمال، كان ضعف البصر نعمة في أحوال..

وألقى بعملة فضية في جوف البئر يقول :

- لقد عدت إلى مهنة جدي بعد أن تركت عملي الوظيفي،.. إنني اليوم حوذي !

وقعت خطبة سميحة بعزت الذي استأجر لنفسه شقة في الحضرة من ريع عمله الجديد، وهناك أمكن لسميحة أن تجهر بأمنيتها التي أسرت بها إلى البئر وتحققت دون زيادة خجل : الزواج به، وبلغ الخبر أسماع يوسف حين كان يرصد نجم الشِّعرَى بمنظاره فهاله الأمر وانقبض له، وألقى الخوف في نفسه بهمس الوحدة والنهاية، فغضب لنفسه ومنها، بيد أنه عاد يذكر نفسه وهو يقلب اللحم في مرجله النحاسي بحقيقة أنه ما كان له أن يندم على خير أقدم عليه، وتحققت هواجس الرجل إذ أن سميحة التي زارته أولاً كيما تبثه بشراها انقطعت عنه بعدئذٍ انقطاع الانشغال بأحوال تطلعها الجديد، وكانت تقول له - في زيارتها الأخيرة - عن الحي الذي فيه مقامها المنتظر :

- الحضرة نسبة إلى اسم الأمبراطور هادريان منذ زيارته للأسكندرية وكانت مكاناً لمعسكر جنوده.

 وقد ظهر منه (يوسف) عزوفه عن حديثها على شغفه المعروف بأمثال هذا الحديث، وصدوفه عن مماهة شعور ضيفيه وسرورهما على عاداته في استلهام أسباب السرور من المحيط، وتشاغل عن حديث عزت الذي صرح فيه برغبته في تزيين حنطوره الجديد بالورود والأنوار يوم عرسه إلى سميحة بالتحديق إلى وجه الأخيرة، وقد قدم إلى ضيفيه كوبين من عصير الأفوكادو دون نفسه، وذكر في غرابة أطوار شيئاً عن حقيقة أنه إنما يشتري الثمرة المكسيكية الأصل لضيوفه لا لنفسه،.. ما عاد الرجل إذاً يملك سيطرة على طاقة فكره المندفع كالقطار، وكانت تنتابه نوبات عاطفية شديدة حتى لقد يسمع لصدره أزيز كأزيز مرجله مِن البكاء، زاره نجله حسين وأسرته، وكذا ألكسندرا، دون أن تتحسن حالته فتبين أن حاجته إلى البشر مقصورة على رؤية سميحة، وكان يلوم ألكسندرا بملام عجيب فيقول :

- لقد أشرتِ إلى الخير الذي أضرني يوم لقياكِ بالفارندا ذات الورود، وإني إزاء الخير لضعيف المقاومة، وإنك عليمة بهذا الضعف، أجل، وكان أولى بكِ أن تكتميه فلا يؤرقني هاتف واجب، ولا أصير إلى مواجهة ضمير..

وقد زاد من مرارة الرجل ما عرض لأخته الكبرى هدى من بوادر الشيخوخة، وبدا أن أوراق التوت التي لا تترخص المرأة عن أن تضعها على الوجنتين من محياها ما عادت تصد هذا الزحف المخيف لجيش العجز، وكان يناجي نفسه بما مؤداه :"إذا كانت المرأة (هدى) قبل قليل وقت ذات حسن ورونق بدا باقياً على الدهر، معانداً للتدهور والتحلحل، مرتبطاً بالحياة بلا انفصام، فإذا بالأسنان تتضعضع، وإذا بالغضون تنبسط، وإذا بالقدرة تنتنكس، فما يمنع الزمان من أن يقلب صورته الطفولية، هو الآخر، إلى حقيقة مماثلة؟ وماذا بعد فسحة محتومة بالانقضاء ولو طالت إلى عمر نوح؟"، ثم ينتقل إلى حديث باطني آخر أكثر عمومية فيقول :

- "ما أسخف أن يُنزع من صاحب الهبة هبته المتفوقة ! كأن يسلب من لاعب الكرة الفذ قدرته على الحركة فيسلمه كَسِيحاً أشل، أو أن يهبط بالملاكم إلى كرسيه القعيد معتلاً بالرُّعَاش، أو كأن ينهب من الممثلة الحسناء زينتها فتذوي ذوياً مقبضاً، أو كأن ينزع من عازف الناي حنجرته، ومن الشاعر روحه وحبه للحياة،.. إنها مزحة سخيفة، عزيزي الدهر ذو الناموس : ما أثقل ظلك !".

 وفرغ من نجواه في صمت مثلما بدأه في صمت، وخال أن الأمور تمضي في رتابة قاتلة، وتطلع إلى كتابته الجديدة من قصيدة ريم على القاع لشوقي فغضب لما بدا له فيها من "عيوب لا تغتفر"، تورطت فيها يده وبوصة الخط من تعرجات واهتزازات :

يا نَفسُ دُنياكِ تُخفى كُلَّ مُبكِيَةٍ وَإِن بَدا لَكِ مِنها حُسنُ مُبتَسَمِ

لا تَحفَلي بِجَناها أَو جِنايَتِها المَوتُ بِالزَهرِ مِثلُ المَوتِ بِالفَحَمِ

 حتى دق بابه فنهض يجيب طارقه وذهل من زائره فجعل يقول كمن يتعرف إلى مألوف عنده تبدلت ملامحه :

- زهير؟

وقبله الأب في حفاوة ردت إلى جسده روحاً وحياة، ثم دعاه إلى دلوف البيت المسكون بالوحشة، وكاد يقول لضيفه : "كم هو غريب شَعْرك الأشعث ! ما كنت لأعرفك !"، ولكن الآخر مكث يقول له في حدة لدى عتبة الباب كأنما يقاوم دعوته المرحبة بالدلوف :

- يجب أن تذر حياة المدينة وتصحبني إلى الطبيعة، لقد سلبت الحداثة من الحياة روحها، وما أنت إلا ضحية، أبي.

أصر يوسف على إدخاله إلى مسكنه الذي كان مطبوعاً بأجواء درامية مأتمية، وقدم إليه ساندوتشات السكلانس التي بات الرجل كثير الاعتماد عليها بعد تخلصه من هواه في تناول الأطعمة الحريفية - كالكاري والصلصات الحارة والخردل ونحوها - التي تضر بعمق نومه،.. اندفع زهير بمجرد محضر يوسف يقول :

- أبي، سألقي عليك قولاً مهماً، فلتسمع لي : إن التوءمة بين الحرية والتقنية محض زيف، يجب أن تعود إلى بيوت الطبيعة المصنوعة من الطين أو أخصاص من الخوص، ما في الطبيعة من إزدراء قط، بل الجميع من الشمس إلى ذباب الجنية في وئام، لقد جرت الثورة الصناعية على الطبيعة الدمار، وألحقت بالبشر المُقَاساة والمهانة.

جفل يوسف من حديث الشاب وسرعان ما نسبه إلى الخَبال، صحيح أنه دهش من صورة نجله ومن شعره الأشعث، ولكنه لم يكن ممن يبالون بصورة من أمامهم وإنما هو يعنى بالحديث وبالفكر وبالجوهر، والآن الجوهر يطابق الصورة، لقد سمع من ألكسندرا شيئاً عن شطط زوجها ولكن دهشته الآن وقد رأى فوق دهشته حين سمع، وقد أوقف حركة الطعام الممضوغ في فمه ثم استأنفها، وقال بعد البلع  في هدوء وبنبرة تنوء بثقل ما :

- زهير، عزيزي، لقد أمرضني الحزن على أمك، وإن لها حضوراً بعد وفاتها اليوم في حياتي فوق حضورها الذي كان حين معاشها، فلتقصد إلى مرامك رأساً، ولتلتمس سبيلاً هيناً حين تحدِّث عجوزاً مثلي، (ونظر إلى عيني نجله الحساستين ملياً حتى طرفت يقول..) وأعلمك أني لست من المتحمسين للخيال العلمي ولا من فئة المراهنين على المستحيل الذي سيأتي به، إذ لا يلوح لي الحديث عنه في مرة إلا وفقدت حماستي من فرط ما يمرر تحت عنوانه الشائق من ترهات فارغة بلا أساس، ينسحب الأمر على التاريخ مثلما هو منطبق على العلم، وقد قرأت لكارل بوبر شيئاً مفاده أننا لا نستطيع التنبؤ علمياً بما ستكون عليه معارفنا في المستقبل، أو استشراف سير التاريخ الإنساني بما يقر بعقم التاريخانيّة، وقد قنعت بما قرأت،.. يتغافل المتولهون بالتطور المعرفي عن حقيقة أن عمر العلم الحديث هو محض أربعمائة عام فيزيغهم الخط الحضاري الصاعد عن حقيقة أن ما نجهله لا يزال هو فوق ما نعرفه، وأن بعض المسائل قد يستحيل فهمها دون إعادة تعريف الفاهمة الإنسانية نفسها، وأن لكل صعود أطواراً يسوء الحصيف أن يتعامل معها بسياسة حرق المراحل، إن بعض أولاء المتحمسين العجولين لا ينطوون على شر بل أن بهم نزقاً خطير العاقبة.

وقاطعه الآخر (زهير) يقول :

- الخيال العلمي يتجسد في أحداث الواقع، ويغير من جوهر الإنسان، وإني لزعيم أن هذا التغير قد جر علينا ويلاً كثيراً مثلما جلب لنا خيراً قليلاً، ومقصد العاقل ينبغي أن يتمحور حول الإذعان للظاهرات الطبيعية.

  اضغط على رابط الصفحة الرئيسة لمزيد من الموضوعات : روايات قصص


- ماذا تريد مني؟!

- يجب أن يسقط النظام العالمي القائم، أجل، إن سقوطه اليوم سيسبب الكارثة الممكنة التدارك وسقوطه غداً سيسبب الكارثة القاضية.

وانفعل يوسف حتى اهتز منه صحن شطائر السكلانس :

- ما سمعتُ إلا الهراء، وكأنك تصف الأناركية السخيفة، كان لدي حس مشاغب حين كنت في مثل عمرك، حس فوضوي، ولكنني ما قنعت بالفوضى منهاجاً لإدارة المجتمعات البشرية أبداً، ذلك أن اللانظام هو نقيض النظام ببساطة، ولا يزعم أن خير السبل للقيام بشيء أو إدارته هو أن تأتي بنقيضه إلا سفيه ممرور، ومثلما تذهب المقولة : لكل مشكلة معقدة حل بسيط خاطئ.

هناك طرق زهير بقبضة يده على قائمة السرير يقول :

- الفوضى هي ما نعيشه اليوم !

ارتبك يوسف من تصرف الابن وحمله انفعاله إلى مزيد من الجدية يقول:
- فلتسمع لي : إنني أقدر معاناتك وأفكارك التي لابد وأنك قد قطفتها من شجرة الألم، فلتفكر ملياً في الأمر : إن الإنسان المعاصر اليوم ليتنعم بما يوزاي حياة الملوك في أزمان الماضي، ولكن بؤسه هو هو لا يتغير، وحسده لا يتبدل، وما كان شقاؤه إلا لسبب غيرته الاجتماعية ممن هم يزيدونه فضلاً وثروة، وإنه كثير التفكر في موقعه على هذا الهرم الاجتماعي فوق اهتمامه بإشباع حوائجه أو تحقيق رفاهياته حقاً، فيرضى بتفوقه على سلمه (الهرم الاجتماعي) ولو كان في حاجة وغيره في ضنك أشد، ويحزن لتدحدره على درجه ولو ملك من النعم جماً مشبعاً مرضياً، وفي هذا بيت القصيد،.. إن أكثر البشر في هدنة مع الهموم باحثين عن الإلهاء القصير، والإنسان حيوان حائر، لقد تنكر الجميع من صياغة المعنى ما خلا هو، الأجرام الهائلة كالسدم والنجوم والكواكب والمجرات، والكائنات الدقيقة كالفيروسات والطفيليات والمتعضيات، لا أحد من هؤلاء - أو ما بينهما من طيف ثري - بقادر على أن يصيغ المعاني مثل الإنسان، إن عواطفه أعمق من الجميع، وإنه لأجل ذاك أشقى من الجميع، ما كانت الطبيعة لتصنع الحلول وحدها، إن الإنسان ابن الطبيعة الذي تحايل على نوامِيسُها بمدارك العلم وبأساليب التنكولوجيا، إنه لا يسخرها (الطبيعة) ولكنه يبحث عن أماكن التقاء المصلحة بينه وبينها، لقد ظهر متأخراً، متأخراً جداً في هذا الوجود، سمعت من يقول بأن وجوده هو في الدقيقة الأخيرة إذا قدرنا عمر الكون بعام كامل، لقد لاح دوره في المشهد الأخير إذاً وقد اكتسب العرض قيمته من ظهوره المتأخر، أعني إن كان للعرض قيمة.

تأثر حسين ملياً بحديث أبيه كان يمرر بصره بالأبيات المكتوبة على حوائط الغرفة فيما يستمع لما بدا له "عزفاً يتخذ صورة الكلمات"، قال :

- فلتذر حضر الإسكندرية، ولتصحبني إلى غابة بولونيا.

وأجاب يوسف اقتراحه في فتور يقول :

- ما أخبار معرضك هناك؟

خفض زهير رأسه يقول :

- لقد سُرقت لوحاته.

- فلتملأه باللوحات ولتصنع ثورتك فيها إذاً، ولترسم ما في خاطرك، أعرف عنك أنك لا تستعير أصابع غيرك.

ولم يحفل الابن بتوجيه أبيه يقول :

- تجربتي تدلني على أن الفن لا يغير من الحقيقة إنشاً، تتلقاه النخبة - هذا إن هي وجدت فعلاً في مجتمع - لتتبادل الحديث عنه في مجلات الثقافة وصالونات الأدب، ولا يترك أثره إلا في طبقة مستقبليه المحدودة،.. حتى النخب الفنية والثقافية في المجتمعات المعاصرة هي أقل فطنة ووعياً مما مضى من أعصار بأشواط، إن كثرتهم الكاثرة طائفة من الكتبة والمتشبهين والأدعياء لا مثقفين حقيقيين، لا وجود للأنتليجنسيا في مجتمعنا، زهير،.. ولا تحتاج إلى كثرة كي تصنع نهضة ثقافية وأدبية، إن نفراً منذوراً هم من صاغوا حقيقة عصر التنوير في أوروبا.

هناك اتفق يوسف مع زهير لأول مرة في جلسته وقد كانت بطنه قد امتلأت بالطعام، ونفسه قد أشبعت بثراء الحديث، وجعل يمسح أطراف أصابعه بمنديل يقول :

- وبالحديث عن المجتمع المصري فبينه وبين نخبته الثقافية خصومة تشارف على العداوة، إن نخبة ترى وتعرف لابد أن تسعى إلى صداقة الحضارة الغربية والأوروبية مما لا يروق لأولاء العالقين في أوهام المجد الغابر، لقد عانينا في مصر غياب العقل النقدي، ومشهد الأحوال هنا أشبه إلى من يتشبث بزجاجة من السم معتقداً بها ترياقاً لأمراضه العضال.

كان زهير يجول بناظريه في محيط الغرفة فألفى كوبين من عصير الأفوكادو على طاولة واطئة المستوى، كان مستوى العصير الأخضر فيهما يصل إلى المنتصف أو هما دونه بقليل وحذق الشاب أمراً يقول :

- هل ثمة من يزورك، أبتِ؟

- قليل، منذور، فتاة الأيتام وصديقها الحوذي، ضعيف البصر الذي لم يعد كذلك،.. حسين أيضاً، وأسرته، وألكسندرا.

وتميز حسين من الاسم الأخير غضباً فطفق يقول :

- لا تذكر من هربتْ دون سابق علم، وتركتني ببولونيا في وحشة الخذلان وتِيه السؤال.

أوصى يوسف زهيراً بزيارة ألكسندرا، ونجله جاهين (الذي لم يره قط بعد ولادته!)، ثم بمعاودة نشاطه الفني في باريس، انصرف زهير بدوره عن أبيه دون أن يعده بالوفاء بأي من وصاياه، وعاد يوسف إلى مناجاته الباطنية في وحدته - التي بدت كحقيقة تتخللها جمل قصار اعتراضية من زواره - وقد بدا أحسن حالاً. 


 اقرأ أيضاً : 

الفصل الثاني:   لقد طردتها !

الفصل الثالث :  لا أصدق أنكَ عازف هارمونيكا

الفصل الرابع :  متشاجري الورود

الفصل الخامس : لقد أرسلني إليكِ يوسف..

الفصل السادس: آمل أن أراه

 الفصل السابع: أنصت إلى الناي يحكي حكايته

الفصل التاسع: العودة إلى الإسكندرية

الفصل العاشر: سنصل أقرب مما نتصور

الفصل الحادي عشر: فلتمنحه لها كهدية صلح

الفصل الثاني عشر:  بات يطلب لنفسه العزلة

الفصل الثالث عشر: لا أريد التحدث عما يؤلمني ذكره

الفصل الرابع عشر:  لقد تغيرت كثيراً

الفصل الخامس عشر: الرحلة أهم من العقدة

الفصل السادس عشر:  رسالة من عبد العزيز

          الفصل الثامن عشر: شخصيتنا والقدر

الفصل الثامن عشر:  أسطورة بئر مسعود

الفصل التاسع عشر :  لقد حققت البئر أمنيتي..

الفصل العشرون :  ما وراء الصداقة