روايات، استمتع بأفضل روايات الرومانسية وروايات الرعب وروايات التاريخ في موقع واحد.

روايات، استمتع بقراءة والاستماع لروايات الرومانسية والرعب والتاريخ والخيال العلمي والبوليسية،

عشرات القصص المثيرة والحكايات في انتظارك.

2024/12/05

إرهاصات أمنية

                    الفصل الرابع عشر: إرهاصات أمنية



1992م..

كانت سميحة قد أخذت تواكب حركة عربة الكارو فتنادى على الحوذي أن قف، فيما يزيد الجواهرجي ضرباً من سواطه على ظهر بغلته فتزيد في ركض وتنطلق العربة محدثة غباراً، وإنهما كذلك بين كر وفر في شارع الخديوي بالمنشية القديمة حتى مرت العربة بمنعطف، ودبرت سميحة لمسارها حركة استشرافية فعبرت هذا الطوار ووقفت أمام العربة المتأخرة تقول وهي تلوح بيديها عالياً :

- فلتقف ! فلتقف !

هناك ضرب الجواهرجي بغلته في عنف غير عابيء بها، كانت سميحة لا تزال تقف في عزم عزيز المثال، وقد أشفقت البغلة - على قسوة ما تعرضت له من إيذاء - أن تدهس الواقفة، وهبط الحوذي متبرماً وحتى لقد وصف دابته بالعقيم الغبية، فعاجلته الصغيرة تقول :

- كان الحيوان أرحم بي منك، لم يبقَ من أسطوات الكارو بالمدينة بعد عهد السائقين الطليان إلا ثلة محتالة..

وبادرها المترجل إلى سؤال في نبرة محايدة :

- أيا ذات الشعر الخشن : ماذا تريدين مني؟ ألا ترين شقاءي وإخلاصي على العمل؟ ألا تدرين كم مرة عملتْ هاته العربة في أمثال هاتيك الروحات والغدوات؟

ومضت بضع خطوات إليه تقول :

- إن اسمي هو سميحة ولست أستسيغ أن تكنيني بشعري،.. وقد جئت أسألك عن ريع الحنطور الذي تستخلصه من عملك وتزيغ عن أن تستخدمه في موضع الحاجة والضرورة إلى مواضع اللهو والإسراف، لقد مر قرابة العام قبل أن..

- بأي حق تعدين لي السنين والأيام؟

وتحرك الجواهرجي فهمس في أذن دنجل يقول :"الشعير، سأحرمك من الشعير، من القش، ومن العشب.. وسأعيد ذكرى مدرسة علي عوض المرة، أعني إذا أنت عصيتني.. إن ذات الشعر الخشن تجور على حقك في غذائك، إنها لتسحر لك بعينيها الجميلتين الزيتونتين، وبما تختلقه من طيبة متصنعة شيطانية، هلم، فإذا كنت هجيناً من حمار وفرس فلترني وجه الفرس.."، ووضع الحوذي يده على عنق دنجل بين ترويض وإنذار، وصعد الرجل عربته ثم ساط ظهر البغل الذي بدا متحفزاً هاته المرة، ومضى في عزم الفتك بسميحة التي أغمضت ناظريها في لحظة رهبة، قبل أن تفتح عيناها على صوت يقول :

- بحق السماء،.. هل ستسحقها ببغلتك لأنها تدافع عن حق لي؟

كان الصوت لعزت وقد تدثرت الفتاة لمحضره بثوب طمأننية، ورأت إرهاصات أمنية ورواءً روحياً يزدهر ويزدهي كمثل السحابة في سخاوة هطلها، وأسعدها أن يطلب ضعيف البصر حقه وأن يقف وقفة المدافع عنها، وأجاب الأب يقول :

- ذرني ومن تجاوزت وحيداً.

ولم يطع الواقف نداء أبيه، واستنكف البغل عن أن يطأ المعترضين وأن يسحق صديقه، اشتاط الجواهرجي مائجاً وقد استفحل في أذاه للحيوان الذي هبط بدوره فارداً أطرافه على الأرض كأنما يشرع في ركون، فلما استيأس المتجبر من استجابته هتف بنجله يقول :

- لم تعد طيعاً سائغاً منذ تعرفت إلى المتمردة.

وقال عزت في صوت حسن ذي ألق يتجرد من الجحود ويعتصم بالعدالة :

- أريد أن أرى بوضوح، أن أبصر الأشياء كما هي لا في غشاوة وضلال، وما سميحة إلا شريكتي في هذا الرجاء العادل، لاتزد بغياً وعنفاً فإنَّا خبرنا بأن البغال متى قسى عليها سائسها رمت بأحمالها وألقت بنفسها من شاهق الجبال..

وتدبر الأب ملياً يقول :

- التجربة مرة، والمكسب زهيد، والمهنة على شفى انقراض.

- كم من مرة قصدت إلى ورشة عائلة سليم ههنا كي تجدد عربتك؟ وكم من مرة استغفلتك النساء فحازت ريع ما تجنيه من كد النهار والليل؟ 

زلف الحوذي الغاضب إلى نجله المتحدي فرفع يده منذراً بالعقوبة،.. الكبر والقبح توأما النفس المتجبرة وقرينا الشقاء الأبدي، يسعد المرء لخيريته متى تلمس أنوارها الباهية في ذاته مثلما يشقى بشرور نفسه وظلماتها الغاشية، والعطف جسر الحكمة المتين وأخلص رسلها،.. من ذا يشقى بتهديد الألم حقاً : الحوذي أم نجله؟ وأما التحضر البشري فقد ابتدأ مع أول كسر ملتئم في عظم الفخذ كما تدلنا الأنثروبولوجيا،.. وعلا نحيب البغل أكثر مما يجب، وأسرعت سميحة إلى الحيوان تقول :

- سأطببه،.. تعلمنا بعض الإجراءات الأولية في الملجأ.

واعترضها الأب يقول في جفاء مذهل :

- فليمت جزاء ما عصى أمري دون أن تمتد إليه يد المتمردة.

وذهل عزت متسائلاً :

- ماذا تفعل؟ هل جننت؟

 - لن أسمح بأن تكون لها حسنة تمن بها علينا، اليوم وغداً.

حال الجواهرجي إذاً بين الفتاة وبين منالها في تطبيب الحيوان، ومضى الرجل بنفسه يدلك منه مواضع السوط ثم يمسك على عنقه دون جدوى،.. وأنى يكون جذر المشكلة دواءً لها؟ حاولت سميحة محاولة متأخرة تحت حماية عزت ولكن الأعضاء كانت قد سكنت وتبلدت بلا حراك، هبطت أذناه الطويلتان وذيله وعرفه القصير فسائر بدنه، مات الحيوان في شارع الخديوي، وانتهى خبره الحزين في المنشية القديمة متأثراً بما ناء به من سوء معاملة،.. وغضب عزت كل غضب فيما انهارت سميحة إلى جوار المائت حتى بثقت على خصيمها وقذفته بقبضة من تراب، لم يجب الجواهرجي من نهرته بأيما جواب، كان في كلم وحسرة على حيوانه الذي آذاه فقتله، حاولت سميحة أن تصحب صديقها عزت إلى بيت يوسف تقول :

- ستكون هناك في أمان من أبيك، وسنطلب من الرجل المال الذي لن يتأخر عنه..

ولكن الشاب المكلوم تركها قاصداً إلى بار كاليثيا، وقد ذكر شيئاً عن خيبته في الآدمية، فدلفت الفتاة - بعد أن وعدته (عزت) بلقاء في مساء اليوم بالعوايد حين تتم استلافها لجراحة عينيه - إلى بيت يوسف على هدى قنديل مزجج وقد بدا بابه مفتوحاً هذه المرة، بلا مقاومة، وأبصرته (يوسف) يقف قرب يمامة فتصنعت سعالاً يجذبه إلى حضورها تقول كأنما تمهد لمأربها :

- أهلاً، سيدي..

 

  اضغط على رابط الصفحة الرئيسة لمزيد من الموضوعات : روايات قصص

في الغردقة..

كان عز قد ابتاع بازاراً للتحف الشرقية مشاركاً صديقه القديم عشوب بائع الروبايكيا الذي اغتنى - أقول مشاركاً له في إدارته، وكان لعشوب بنت وحيدة - واسمها نجلاء - فوهبها أوراقاً للبردي، ومنح نبيلاً جعراناً فمكث الصغير يتباهى أمام الأخرى بما للمجسم السيرامكي الأخضر لخنفساء الروث من الحظ والسحر، ومكث عز يقول لصاحبه :

- منذ أبصرت ووعيت تذمر مجندي الأمن المركزي في طريق الإسكندرية الصحراوي، قبل سنوات ستة من اليوم (يشير إلى أحداث الأمن المركزي في 1986م)، أدركت أنني يجب أن أقوم بتحول مهني جذري (نطقها بالإنجليزية  Career Shift)..

وسأله عشوب سؤالاً ينم عن جهل عميق بآلية الترقي في الرتب الشرطية :

- هل كنت من بين المجندين المتذمرين؟

- بل كنت رائداً جديداً، والأمر بدا لي أسوأ.

وأجابه عشوب يقول وهو يتفحص مبخرة مطلية بماء الذهب على شكل كأس هي - فيما يبدو - أقيم قطع البازار :

- كان يجب أن تخلص إلى هذا الاستنتاج في وقت أسبق..

وألقى عز على سبيل عامر بالسياح والأنوار يقول :

- لا أفهم لمَ يصر بعض المتحذلقين على وصم النزعة إلى الاستقرار؟ إن إتيان دولا بواسيه يوصف ملامح العبودية الطوعية، ويصور هذا الذي يؤثر طمأنينة البؤس على رفاهية المغامرة في إنكار، وإنني أقول بأن قدراً من الانضباط الاجتماعي والإيحاء بالاستقرار يصنع الجذب السياحي والاستثماري في بلد فقير،.. من ذا يروم أن يتردد على بلد قلق ومضطرب؟ إنه الاقتصاد يا غبي، بمثل هذا الحديث انفجرت حملة كلينتون الجارية في وجه بوش الأب، وما جُعلت السياسة بمنظريها وعلمائها إلا لتخدم الاقتصاد وتنزل لدى قانونه، وأما أن توفر أبسط الحوائج لآخر مواطن في أصقاع البلد الذي تسوسه هو أصعب محك ممكن أمام كل الساسة، فلا تحملنك بساطة القصد على الاستهانة ببلوغه، أو التسفيه من نواله، فتصير إلى ما صار إليه شرهام ملك الهند الذي انطلت عليه حيلة وزيره سيسا في قصة القمح والشطرنج، ولو تمثل الفقر آدمياً لكان على رأس شرائط التصدي للحكم وأمام المتطلع إليه أن يصارعه ويجندله، إنهم يرددون العدل والحرية والكرامة، وإنني أزعم أننا لو وفرنا الخبز والجبن أولاً سيكون بوسعنا أن نتفكر في هذا الثالوث القيمي الرائع بما يدعمه واقعاً، ويحبب إلى السامع والمنتظر وقصير الاحتمال اكتمال البدر الباهر من حضور الهلال الوضي،.. إننا نعيش اليوم على إرث الفراعنة، هذه الصورة الأسطورية في المخيلة الأوروبية عن أجدادنا الأوائل، وأخشى أن ينسحب علينا قول حكيم العرب أوس بن حجر الأسيّدي :

ورثنا المجد عن آباء صدق.. أسأنا في ديارهم الصنيعا

إذا المجد الرفيع تعاورته.. بناة السوء أوشك أن يضيعا

أعلم كم يبدو الأمر سخيفاً أن يعتاش المرء على سمعة أجداد له منذ سبعة آلاف سنة فيما يظل عاجزاً عن إيجاد أدواته المعاصرة لفك معضلة حاضره، ولكن لا ضير في أن نحوز الثناء كالذي ورث الفضل والثروة من أبيه العصامي فيما يظل ينسب إليه الناس زوراً عبقرية الإدارة والمتاجرة، وسواءً أحببت الأمر أم كرهته فإنه حقيقة،.. لدينا سوق ضخم من حيث أننا الأكبر تعداداً في الشرق الأوسط، وهذه أيضاً نقطة لنا وعلينا، وإن كان ضررها اليوم أكبر من نفعها إذ أن ثلاث أرباع المقابح وانتكاسة الذوق معزوة إلى الزحام في بلادنا المبتلاة..

وكان عشوب أضعف حضوراً من استيعاب حديث صاحبه الذي بدا متأثراً بعمله الشرطي، ولكنه قال (عشوب) :

- الحق معك،.. الفرعونية أتفه السبل لسحر الأوروبي، بلادنا لا تستحق التضحية.

كانت بعض التحف في قلب سلال القش، وقد أضاءت الشموع طاولة من خزف، تنهد عز يقول وقد تراقص اللهيب في مقلتيه :

- لم أقصد الأمر على هاته الصورة البتة،.. لا تنسَ أنني ضابط، أعني كنت يوماً كذلك !

عاد عشوب إلى جلسة أكثر تحفظاً أمام صديقه "الضابط"، ومكث متفكراً في هذه الأمور وفي غيرها حتى انتبه إلى اختفاء الطفلين، كان نبيل قد دلف رفقة نجلاء إلى حجرة داخلية من حجرات البازار بدت أشبه إلى مخزنه، وفزع عشوب فنهض يوبخ الطفلين يقول :

- الويل لفضولكما،.. ستكسران التحف القيمة ههنا، وأنتَ (نبيل) إنما تزين لها الاندفاع والتهور..

وجعلت الصغيرة نجلاء تنسب إلى نفسها وزر "الاندفاع والتهور"، وكان عز قد لحق بصاحبه يقول :

- رويدك ! هون عن نفسك،.. إنهما ما كسرا شيئاً بعد.

وهتف عشوب في انفعال زائد يقول كأن نفسه تطفح بالغضب والضياع:
- وهل يُفترض بي أن أنتظر؟

في مساء اليوم أصرت نور على ملازمة دارها وقد أعرضت عن محاولات زوجها في اصطحابها إلى التمشية في أفضل المدن المصرية للتنزه، وقد انزعجت حين سمعت مجهولاً يقول وهو يأخذ يشير إليها : "الممثلة صاحبة القضية (يشير إلى قضيتها والمخرج مظهر)" حتى اتقت النزهات وضربت على نفسها عزلة زاهدة، ومكثت تتفكر في تقريب الاختلاف بينها وبين عائلتها (عائلة أبي جريشة) بعد أن انتفت دواعي الخصومة بين الطرفين بشحة ما بات يعرض عليها من أفلام السينما وقلة ما باتت تقدر على أدائه من عروض الباليه، وكانت تتمنى في رجاء أصيل - متى أزفت ساعتها وبعد فترة تطول أو تقصر - أن تدفن في مقابر الأسرة فتنسب سنوات الشقاق الحادثة إلى جملة عارضة طويلة أولها اعتراف وآخرها تأبين، ومكث زوجها يروي لها شيئاً عن وقائع يومه يقول :

- احتفظ نبيل بالجعران في الأخير رغم تخوف عشوب الزائد وانفعاله الهيستيري من دخول الطفلين إلى حجرة المخزن العامرة بالمقتنيات.

وكان لنور حس سينمائي وقصصي اكتسبته من مطالعتها لنصوص السيناريو ورؤى المخرجين، وقد ارتأت في تصرف عشوب ما أثار حفيظتها، سألته :

- عز،.. هل تدلف إلى حجرة البازار وحدكِ؟ أبها من الممنوعات ما يحيك في صدر المتحفظ عليها؟

وسألها في ريبة :

- ماذا تقصدين؟ إن المخزن نطاق للإبقاء على القطع غير الرائجة، وحجرة مهملة.

- لماذا أصر عشوب على أن تشاركه تجارته الرابحة بالأساس؟

وابتسم الرجل في عجب يقول :

- إنها الصداقة، أعرفه منذ كنا ألعن طالبي المدرسة الإعدادية، وقد أسدى إليَّ معروفاً بحجم الأرض لا أجد في نفسي حاجة إلى التشكك في أسبابه، عزيزتي..

ولم تشعر بضرورة مراضاته فجعلت تسأل :

- وما وراء الصداقة والترحيب؟

وارتبك الرجل ملياً كأنما عدم وجدانه من جواب، وقد زرع الارتباك بذرة الريبة في نفسه التي تألبت عليه، وعزم على أن يقصد في ظلمة الليل إلى مخزن البازار رفقتها، ومر بطاولة الخزف ذات الشموع وسلال القش وفي يده مصباح منير والمرأة تقفو أثره حين سمع صاحبه عشوب يقول :

- كاد أمرنا يُفتضح اليوم، ولأهون سبب، نجلاء دلت صديقها على حجرة السر.

وكان آخر يقول :

- ضابط مستقيل على شفير رتبة مقدم يضفي المظلة القانونية على تهريب الآثار،.. لقد أحسنت صنعاً سيدي عشوب، ولكن لا يجب أن تصحب الصغيرة (نجلاء) في جلساتنا هنا، فإنهم (الصغار) سذج حمقى، وإن افتضح أمرنا من باب فسيكون من بابهم ! ولكن ألا تخشى من صديقك (عز)؟

- ما دام السر من الوضوح للعيان فلن يشتبه في أمره مشتبه، إنها لحيلة معكوسة أعتمدها،.. وأما المقدم المستقيل (عز) فأعجز من أن يميز بين قطعة أثرية وبين تحفة متشبهة بالأثر،.. شكر الله جهله.

- عذراً، سيدي، ألا يُؤلب ضميرك عليك شعوراً بالخطيئة؟ أعني إنني أحاول أن أميته (ضميره) ولكن له أرواحاً سبعة.

وقال عشوب وهو يتحسس قطعة فذة لرأس ذهبية ثم يمرر يده في شعر نجلاء يقول ممروراً مكبوداً :

- من العار أن يبقى الأثر مصوناً في المتاحف فيما يتمرمغ البشر في حمأة التراب، إن ضميري مستريح كمن لم يسرق مليماً، بحق السماء، إنهم (الفراعنة) موتى منتهون، وأما نحن فأصحاب اليوم والغد،.. كم فماً طاوياً لعائز أو بطناً خامصاً لمعدوم يطعمه قناع توت عنخ آمون ومجوهراته؟!

وكانت نور تقتفي أثر زوجها فضربت قدمها في طاولة الخزف حتى تدحرجت الشموع تحت عقب باب المخزن. 


 اقرأ أيضاً : 

الفصل الثاني:   لقد طردتها !

الفصل الثالث :  لا أصدق أنكَ عازف هارمونيكا

الفصل الرابع :  متشاجري الورود

الفصل الخامس : لقد أرسلني إليكِ يوسف..

الفصل السادس: آمل أن أراه

 الفصل السابع: أنصت إلى الناي يحكي حكايته

الفصل التاسع: العودة إلى الإسكندرية

الفصل العاشر: سنصل أقرب مما نتصور

الفصل الحادي عشر: فلتمنحه لها كهدية صلح

الفصل الثاني عشر:  بات يطلب لنفسه العزلة

الفصل الثالث عشر: لا أريد التحدث عما يؤلمني ذكره

الفصل الرابع عشر:  لقد تغيرت كثيراً

الفصل الخامس عشر: الرحلة أهم من العقدة

الفصل السادس عشر:  رسالة من عبد العزيز

          الفصل الثامن عشر: شخصيتنا والقدر

الفصل الثامن عشر:  أسطورة بئر مسعود

الفصل التاسع عشر :  لقد حققت البئر أمنيتي..

الفصل العشرون :  ما وراء الصداقة